أبو زيد: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل تم بتخطيط روسي وتنفيذ أمريكي
أكد الخبير العسكري والمحلل السياسي الدكتور نضال أبو زيد أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل جاء نتيجة ترتيبات دبلوماسية تمت في موسكو ونُفذت في واشنطن، مشيرًا إلى أن زيارة المسؤول الإيراني عباس عراقجي إلى روسيا قبيل الرد الإيراني على قاعدة "العديد" الأمريكية كانت مؤشرًا واضحًا على وجود صفقة دولية خلف الكواليس سمحت لإيران بالرد ثم العودة إلى طاولة المفاوضات محتفظة بأوراقها السياسية.
وفي مقابلة مع راديو البلد"، قال أبو زيد إن كلا الطرفين استُنزف عسكريًا واستخباريًا، فبينما تعرضت إسرائيل لخسائر في منظومات الدفاع الجوي وتكاليف اقتصادية باهظة، واجهت إيران ضربات موجعة استهدفت قدراتها النووية والصاروخية، إضافة إلى اختراقات استخباراتية داخلية. واعتبر أن النتيجة كانت الوصول إلى معادلة توازن عملياتي دفعت الولايات المتحدة إلى فرض وقف إطلاق النار على الجانبين.
وفيما يتعلق بانعكاسات الهدنة على قطاع غزة، رأى أبو زيد أن الحلول في المنطقة "تأتي على شكل حزمة واحدة"، معتبرًا أن أي اتفاق إيراني-إسرائيلي سيكون له أثر مباشر على غزة، في ظل التشابك العميق بين ملفات المنطقة.
وعن تأثيرات وقف إطلاق النار على الأردن، أوضح أن الموقع الجيوسياسي للمملكة بين "الغلوان الإيراني" شرقًا و"التطرف الإسرائيلي" غربًا، جعلها تعتمد سياسة خارجية معتدلة مكّنتها من تجنب الانخراط المباشر في الصراعات، رغم تأثرها مؤقتًا من الناحية الأمنية والاقتصادية بإغلاق الأجواء وسقوط الصواريخ.
وفي حديثه عن سوريا، اعتبر أبو زيد أن الهجوم الذي وقع مؤخرًا في أحد الكنائس السورية غير مرتبط بشكل مباشر بالصراع الإيراني الإسرائيلي، لكنه نتاج لحالة الفوضى الإقليمية التي تُنعش التنظيمات المتطرفة. وأشار إلى محاولات خارجية لـ"التحرش الطائفي" داخل سوريا بهدف إبقائها في حالة عدم استقرار بعيدًا عن محيطها العربي.
وختم أبو زيد بأن استقرار المنطقة مرهون بوقف الصراعات المتشابكة، وأن الأطراف الدولية والإقليمية عليها مسؤولية إنهاء الحروب، لا تأجيجها.











































