أبرز الإشاعات خلال النصف الأول من 2025 وفقًا لرصد "أكيد"

الرابط المختصر

كشفت الصحفية عهود محسن، مراقبة المحتوى الإعلامي في مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد"، أن النصف الأول من عام 2025 شهد ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الإشاعات المتداولة في الأردن، حيث تم رصد 547 إشاعة بين شهري كانون الثاني وحزيران، بمعدل 91 إشاعة شهريًا، مقارنة بـ 354 إشاعة فقط في الفترة ذاتها من عام 2024.

وخلال حديثها في برنامج "طلة صبح" عبر إذاعة راديو البلد، أكدت محسن أن هذا الارتفاع مرتبط بتسارع الأحداث الإقليمية، خاصة في فلسطين وسوريا، ما يجعل الساحة الأردنية بيئة خصبة لتداول الشائعات، نظراً لتأثر الأردن المباشر بالأحداث الجيوسياسية المحيطة.

وأوضحت محسن أن أبرز ملامح الشائعات التي رُصدت في هذه الفترة تمحورت حول ثلاثة محاور رئيسية:

  1. الفساد المالي
  2. الحرب على غزة
  3. العلاقة المتوترة بين الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين

وأكدت أن هذه المواضيع تحظى بتفاعل واسع بسبب حساسيتها وتأثيرها المباشر على الرأي العام، إلى جانب وجود بيئة رقمية مفتوحة ومنصات تواصل اجتماعي تفتقر إلى أدوات تحقق ومساءلة فعالة.

وأضافت أن الشائعات لم تعد مجرد تداول عفوي للمعلومات، بل أصبحت في كثير من الحالات أداة ممنهجة في الحرب النفسية، خاصة مع وجود حملات إلكترونية منظمة من جهات خارجية، مثل "الذباب الإلكتروني الإسرائيلي"، الذي يسعى لتفكيك اللحمة الداخلية وإحداث انقسامات داخلية.

كما أشارت إلى أن الشباب والشابات هم الفئة الأكثر عرضة للمعلومات المغلوطة بسبب الاستخدام المكثف لمواقع التواصل، ما يجعلهم في كثير من الأحيان ناقلين غير واعين لمعلومات مضللة. ودعت في هذا السياق إلى ضرورة تعزيز الثقافة القانونية والإعلامية، والتمييز بين المصدر الأولي للمعلومة (من يملكها) والمصدر الأول (من يبحث عنها ويتحقق منها).

وفيما يخص شائعات الفساد، لفتت محسن إلى أن بعض الأحداث العادية كحفلات التخرج الجامعية قد تُفسر وتُضخّم لتصبح مادة اتهام للفساد والتمييز الطبقي، رغم كونها بعيدة عن أي شبهة. وأضافت أن الإشاعات الاقتصادية مثل "فقدان الثقة بالدينار أو الدولار" تُبنى أحيانًا على اجتزاء معلومات من سياقاتها، ما يخلق موجات من الذعر غير المبرر.

وفي ختام حديثها، شددت محسن على أن مواجهة الشائعات تبدأ من تحكيم العقل وتعددية المصادر، وأن على المواطنين التحقق من أي معلومة قبل مشاركتها، لأن المعلومة المغلوطة قد تهدد السلم المجتمعي، وتُحدث اصطفافات خطيرة في المجتمع دون وعي بخلفياتها أو آثارها.