آلاف الأتراك يشيعون جثامين ضحايا أسطول الحرية(صور)
تجمع عشرات الآلاف،اليوم الخميس في اسطنبول للصلاة على أرواح ضحايا الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية" الذي كان ينقل مساعدات انسانية إلى قطاع غزة، وهم يرددون شعارات الدعم لفلسطين والإدانة لإسرائيل.
وهتفت الحشود، التي تجمعت في باحة مسجد الفاتح لتشييع جثامين ثمانية أشخاص، "لتسقط اسرائيل! اسرائيل هي الشيطان!"،فيما ردد المشيعون نداء "الله أكبر" في أرجاء المسجد. وجرى لف توابيت الجثامين بالعلمين التركي والفلسطيني.
وبحسب شبكة "أن.تي.في" التلفزيونية التركية الإخبارية، فإن ما بين 15 الى 20 ألف شخص شاركوا في التجمع.
وقال بولنت يلدريم، رئيس مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية، (اي.أتش.أتش) لحشد المشيعين إن "إسرائيل ارتكبت خطأً كبيراً. اليوم تركيا كلها متحدة".
وأكّد رئيس المنظمة غير الحكومية الممول الرئيسي لأسطول المساعدات، على أن " كل من كانوا على متن السفن كانوا مستعدين لأن يكونوا شهداء".
وبالتزامن مع تشييع جثامين الشهداء التسعة في مجزرة "أسطول الحرية" ، واصل الرئيس التركي عبد الله جول الهجوم على إسرائيل ، محذرا إياها من أنها ستندم على خطئها الكبير الذي ارتكبته بمهاجمتها أسطول الحرية الذي كان ينقل المساعدات الإنسانية إلى غزة
وبشأن مستقبل العلاقات مع إسرائيل ، قال جول إنها لن تكون الآن كما كانت سابقاً ، قائلا :" إن إسرائيل تتصرف بشكل خاطئ حيال مستقبلها، وإن الحكومة في إسرائيل بدأت تشكل عبئا على شعبها وتتبع سياسات تجعل مستقبلهم أسود".
وأشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي أحدث ضجة كبيرة في العالم وأن مجلس الأمن أدانه بالإجماع وستشكل لجنة دولية مستقلة للتحقيق بشأنه
ورغم أنه لم يعرف حتى الآن طبيعة الرد التركي على مجزرة أسطول الحرية ، إلا أن هناك من رجح أن يكون قاسيا جدا بالنظر إلى المفاجأة المتمثلة بالإشارات الضمنية المتزايدة من قبل المسئولين الأتراك حول احتمال تورط الموساد في الهجوم الصاروخي على قاعدة بحرية تركية في ميناء مدينة الإسكندرونة المطلة على البحر المتوسط في 30 أيار والذي أسفر عن مقتل ستة جنود أتراك وجرح سبعة آخرين، ففي 2 حزيران، ألمح وزير داخلية تركيا إلى هذا الأمر وأكد أنهم بانتظار التحقيقات النهائية في الهجوم، وفي 3 حزيران، كرر رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان الإشارة الضمنية لاحتمال تورط الموساد عبر التأكيد أن الجهة المنفذة للهجوم تلقت مساعدات من جهاز استخبارات خارجي.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن جول رد على التعليقات بأن تركيا قد لا تلعب دور الوسيط في قضية الشرق الأوسط بعد اليوم ، قائلاً :" إن القضية ليست واحدة بين تركيا وإسرائيل بل هي بين إسرائيل والبشرية ، إن كلامي مهم لمن يفهمونه ويجب أن يقيم الإسرائيليون والمسئولون الأمريكيون ملاحظاتي بشكل جيد " ، وذلك في إشارة إلى أن إسرائيل دخلت في مواجهة مع الأحرار في أكثر من 40 دولة بعد الهجوم على أسطول الحرية
غضب شعبي
ومع وصول المتضامنين الأتراك وجثامين الشهداء ، ظهر حجم المأساة التي تعرضت لها سفينة مرمرة التركية ، وهو الأمر الذي سارع معه مدعي عام أنقرة للاستماع لشهادات الجرحي ، فيما حركت منظمات حقوقية تركية على الفور دعاوي قضائية ضد قادة إسرائيل
وتوصل الفحص الطبي الشرعي الذي أجري على الجثث أن جميعها كانت مصابة بطلقات نارية، وقالت وكالة الأناضول التركية إن قائمة الشهداء تضمنت شابا تركيا يبلغ من العمر 19 عاما يحمل الجنسية الأمريكية أصيب بأربع طلقات في رأسه وواحدة في صدره، كما كان بين الشهداء بطل تركيا في رياضة التايكوندو.
وكانت جثث الشهداء التسعة قد أعيدت إلى تركيا من إسرائيل صحبة أكثر من 450 ناشط في الساعات الأولى من صباح الخميس، وأعلن الإعلام التركي أن ثمانية من الشهداء كانوا من حملة الجنسية التركية ، بينما كان التاسع أمريكيا من ذوي الأصول التركية
وحضر الآلاف من الأتراك الغاضبين مراسم تشييع الناشطين التسعة التي بدأت بصلاة الجنازة في مسجد الفاتح في إسطنبول، فيما اتهم نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج في كلمة ألقاها خلال تشييع الجنازة إسرائيل بالقرصنة وقال إن الناشطين واجهوا البربرية والتعسف ولكنهم عادوا بفخر.
ومن جانبه ، قال رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية بلند يلدرم والذي كان احتجز مع بقية الناشطين أنه يعتقد أن عدد الشهداء أكثر من تسعة، إذ أن لدى هيئته قائمة بأسماء المفقودين.
وأظهر الاستطلاع الذي أجرته صحيفة " وقت " التركية عدم رضا 20.6% عن التدابير المتخذة من قبل الحكومة للرد على الهجوم الإسرائيلي واعتبارها غير كافية.
وكان الأمر اللافت للانتباه على هامش استقبال النشطاء وجثامين الشهداء هو استطلاع للرأى أيد خلاله نسبة 52.8% من الشعب التركي القيام بعمل عسكري ضد إسرائيل بسبب هجومها على سفن أسطول الحرية
وفي ضوء الاستطلاع السابق وبعد رفض إسرائيل تشكيل لجنة تحقيق دولية في مجزرة أسطول الحرية وهو أمر تصر عليه تركيا ، فإن الأيام المقبلة ستحمل على الأرجح تصعيدا من جانب أنقرة وهذا ما ظهر واضحا في تصريحات الرئيس عبد الله جول.
وأعرب الكثير من المشاركين في مراسم الجنازة، التي رفعت فيها الأعلام التركية والفلسطينية، عن الغصب القوي تجاه إسرائيل والتي كانت حتى وقت قريب حليفاً مقرباً من تركيا، وهتفوا شعارات "إسرائيل القاتلة" و " أخرجوا إسرائيل من الشرق الأوسط".
ورفعت قرب المسجد لافتة ضخمة بألوان العلم الفلسطيني كتب عليها "فليتقبل الله تضحيتكم".