قيم إجتماعية تشكل السبب الرئيسي لتدني عدد دليلات السياحة

في عام 1994 لم يكن في المملكة الأردنية سوى دليلات سياحيات، كونه كان عملا محظورا على الفتيات بحسب العرف الإجتماعي، الآن وبعد 18 عاما تطورت بها العديد النظرة المجتمعية لعمل  المرأة تعمل 44 سيدة فقط في مجال الدلالة السياحية في عام 2012، لتبقى النظرة لهذه المهنة على حالها مع تطور الزمن ، وهي المسبب الرئيس لتدني عمل المرأة في القطاع السياحي بحسب الدراسة التي اعدتها النقابةالعامة للعاملين في الخدمات العامة والمهن الحرة ، والتي اظهرت ان   نسبة مشاركة المرأة من القوى العاملة في مجال السياحة  في المملكة تبلغ  10 %، وذلك حتى نهاية العام 2010؛ حيث يصل عدد العاملات في القطاع إلى ما يقارب الـ 4100، وأ ظهرت الدراسة الى أنه من بين 888 دليلا سياحيا، لا يتجاوز عدد السيدات منهم 44.

نقيب النقابة العاملة للعاملين في الخدمات العامة والمهن الحرة خالد ابو مرجوب يرى  أن السبب يكمن في  التحديات التي تعيق عمل المرأة تتمثل في الأعراف والقيم الاجتماعية وعدم تقبل المجتمع للقطاعات السياحية، والبنية التحتية المؤسسية غير المؤهلة، أضافة الى العبء المادي على أصحاب الأعمال، وبيئة العمل (بيئة العمل غير التقليدية، ساعات العمل، صعوبة التوفيق بين أعباء المنزل والعمل)، وعدم توفر المهارات اللازمة وضعف المهارات الاجتماعية.

مها عنبتاوي ، الدليلة السياحية منذ 19 عاما ، والمدرسة في كلية عمون ، قررت تحدي تلك الصعوبات ، والتي تحصرها ببالغياب  عن البيت لفترات طويلة قد تصل إلى ثلاثة أو أربعة أيام بلياليلهن وبسبب وجود الاطفال وحاجتهم إلى الرعاية من أهم صعوبات هذه المهنة.

 

من ناحية أخرى تختلف وجهات النظر لدى الدليلات السياحيات حول هذه الصعوبات، فهذه تانيا دليلة سياحية – روسية الأصل – و تحمل الجنسية الأردنية، تؤكد وجود إستغلال من قبل اصحاب المكاتب من خلال اللعب بالتسعيرة، فبدلا من تقاضيها 60 دينارا باليوم قد تجد نفسها مضطرة للقبول بــ 30 ديناراوتتابع بأنها لم تتمكن من أخد الدورة التأهيلية للعمل كدليلة سياحية رغم شغفها بهذا العمل وحبها للمناطق الطبيعية والسياحية إلاّ بعد أن اكمل أبنها الوحيد 16 عاما.

 

بينما تفضل جورجيت العمل بدوام حر مما يتيح لها العمل لدى أكثر من مكتب سياحي، مؤكدة وجود تأمين صحي لمن ترغب لدى جمعية الأدلاءالسياحيين، بينما لا يحق لها الإشتراك بالضمان الإجتماعي لأنها لا تعمل كموظفة بدوام ثابت.

 

وتتفق مع العنبتاوي بالرأي أن "هذه المهنة بالرغم من صعوبتها إلاّ انها مسلية ومفيدة لإحتكاكنا مع الناس وتعرفنا على ثقافات من كل أنحاء العالمحيث يجدن في أنفسهن سفراء للأردنإلاّ أن "أكثر صعوبات العمل تأتي من المجتمعات المحلية التي نزورها وإلى نظرة المجتمع إلى الدليلة” بحسب جورجيت.

 

امين عام وزارة السياحة عيسى قموه يؤكد ان الوزارة لديها برامج تطمح بالوصول الى 3 ملايين مواطن خلال السنوات الخمس القادمة لتشجيع العائلات والفتيات على دراسة السياحة والعمل بها .اضافة الى التنسيق مع  وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي لتغيير النظرة المجتمعية للفتيات عبر المناهج المدرسية عن ممهنة السياحة.

ﻻ يخفى على أحد أن السياحة في الأردن من أهم قطاعات الإنتاج، حيث تصل عائدات السياحة في الأردن إلى نحو مليارات دوﻻر في العام.

 

وقد أظهرت الدراسة التي أعدها الدكتور ابراهيم بظاظو رئيس قسمي الإدارة السياحية والتسويق في جامعة الشرق الأوسط حولأثر الدليلالسياحي على جودة المنتج السياحي الأردني "، أشات الأرقام إلى ما نسبته 66 % من الأدلاء السياحيين الأردنيين ممن لا يحملون شهادة البكالوريوس، وأن ما نسبته 53 % من الأدﻻء ممن اعمارهم تتجاوز 50سنة من الجنسين.

 

وأكدت الدراسة أن نسبة مشاركة المرأة في قطاع الإرشاد السياحيالأردني 3 % فقط، مما يدل على إنخفاض واضح وملموس، ويرجع هذا إلى إنتشار مفهوم ثقافة العيب وقيود المجتمع التي تؤكد العنبتاوي "عدم غيابها عن ذهن الأب والأخ في البيت الأردنيحيث لا يقبل الرجل عمل الفتاة في هذه المهنةفمجتمعنا الأردني عدى أنه محافظ فهو ذكوري بإمتياز ".

 

أضف تعليقك