بائعة خبز تتحدى مجتمعها وتقف وحيدة في قطاعها

اكملت انوار الطعيمات 19 عاما دراستها الثانوية بنجاح بين أكياس الطحين في مخبز والديها الواقع في لواء دير علا.

نجاحها في الثانوية لم يثنها عن مواصلة عملها في تقطيع الخبز الذي تعتبره جزء مهما من حياتها، كما تقول لنا.

تبدأ عملها في المخبز كبائعة تواجه الكثير من التحديات والصعوبات مع الزبائن وتحديدا الرجال الذين ينظروا الى عملها وكانه عارا عليها.

لاعتبارها اول فتاة في لواء دير علا تعمل بائعة في مخبز، فكان بالنسبة لها حربا اجتماعية تواجه فيه نظرة مجتمع محلي غير متقبل لعمل المرأة.

طوال فترة عملها في المخبز كانت تسمع الكثير من الكلام الجارح مثل "عمل بائعة الخبز يكون لرجل وليس لمراة " "”مافي رجال في البلد "حتى بنت تشتغل شغل لرجال ، وغيره الكثير، كانت تواجهها بارادة وتصميم أكبر.

ودافعها للعمل يجعلها تتجاوز العديد من المشكلات، وقد تدخل في حوار ونقاش لاقناعهم بأهمية عمل المراة في كافة المجالات، تقول: "كنت دائما احدثهم باني اعمل لمصدر رزق لي وعائلتي، ولتوفير رسوم جامعتي، فعمل المراة شرفا لها وليس عارا عليها".

هذه الطريقة لم تجدٍ نفعا معهم في البداية، حيث كانت ترى انوار ذلك في ملامح وجوههم ، لكن هذا لم يثنها عن مواصلة الحوار والنقاش معهم في محاولة منها لتغيير نظرة المجتمع السلبية للمراة العاملة في مهن شاقة كبائعة للخبز.

وتقول انوار انه تقدم للعمل في المخبز 10 طلبات جميعهن من النساء، ما جعلها تعتقد أنها غيرت من ذهنية النساء في العمل في هذا القطاع الذكوري، حيث تم توظيف واحدة من تلك السيدات التي لم يمر وقتا طويلا حتى استقالت لصعوبة العمل ومن شد كلام الزبائن بحقها. .

انوار وبعد مدة زمنية طويلة وبعد صارع مع المجتمع المحلي رسخت بان لا مكان لثقافة العيب في مجتمعها فالمراة قادرة على العمل في كافة المجالات وحتى الشاقة منها.

والمعقيات التي واجهت انوار في عملها كبائعة في الخبر هو عدم وجود اي جهة كانت لتنظم عمل الفتاة في المخابز من ناحية حصولها على حقوقها العمالية فهي حتى اللحظة لا تتمتع باجازات سنوية ومرضية وتأمين صحي وضمان اجتماعي.

تشير الى أن هذا القطاع بحاجة لتوفير تلك الضرويات لتامين مستقبل العاملات في المخابز ولكي يزداد عددهن مستقبلا.

حاليا ترى في نفسها انوار بالمتمكنة جدا في مهنتها فهي تعرف جميع احتياجات المخبز ولديها القدرة على إدارته في غياب والدها. تقول ” بعد مرور خمس سنوات على عملي في بيع الخبز أصبحت لدي إمكانية إدارة المخبز من حيث أعداد أكياس الطحين التي نستخدمها يوميا وكميات الوقود وصرف رواتب العمال” .

محمد احمد، احد عمال المخبز يقول أن “انوار حديث زبائن المخبز كونها فتاة وحيدة تعمل في مهنة شاقة كتقطيع الخبز، ويقول أنها تأتى من الصباح الباكر وتبقى لوقت متأخر من الليل، وواجهت الكثير من الانتقادات التي استطعت ان تغير ها.

فيما يعارض المواطن سلامة خلف عمل المرأة في المهن الشاقة وخاصة كبائعة خبز كونها عمل محتكر للرجال ولكن،" حديث انوار معنا عن عملها ومحاولته االدبؤوب في اقناع الزبائن بأهمية عمل المرأة تغير نظرته قليلا لعمل المراة”. 

   

أضف تعليقك