القدس:المدينة والصحيفة بحاجة لدماء جديدة

القدس:المدينة والصحيفة بحاجة لدماء جديدة

 تشكل الاحتفالات السنوية للمثليات الدبلوماسية في القدس فرصة (قد تكون وحيدة) لكي يلتقي أبناء المدينة المقدسة والتشاور والتباحث عما يجري في مدينتهم الحبيبة، وكل عام يشهد المشارك في تلك اللقاء العابرة نبرة سوداوية حول ما آلت إليه القدس من حصار وإغلاق وانتهاء لحقوق الناس كما يدور بالطبع الحديث عن غياب العنصر البشري والدور القيادي الذي يتوقع أبناء القدس أن يشكل محاولة الرد عن كل ما يجري. 

  احتفالات هذا العام لم تختلف عن السنوات السابقة في الجانب الأول من الشكاوي والتباكي على الأوضاع الحالية، إلا أنه لوحظ وبشكل أكثر وضوحا زيادة في النقد حول غياب العنصر القيادي، فوزارة القدس تعمل بدون وزير حيث يقوم رئيس الوزراء بدور القائم بأعمال وزارة القدس إضافة إلى عدد من الوزارات الفاقدة لوزرائها.
 
فهناك من قال إننا لسنا بحاجة إلى وزير يحمل ملف القدس بل نحن بحاجة إلى مفوضية لها الإمكانيات والقدرات على إحداث تأثير يلمسه المواطن المقدسي بعيدا عن الشعارات والخطب والمواعظ.الحديث عن صحيفة القدس طبعا يتحرج للحديث عن تدهور صحة مديرها العام الدكتور مروان أبو الزلف الذي يعاني منذ فترة وضعا صحيا حرجا للغاية والذي نتمنى من الباري أن يعيد له عافيته لكي يعود لعائلته الصغيرة وعائلته الأكبر في القدس وفلسطين عموما، والحديث عن د.مروان والقدس كانا متوازيات وكأن حالة الدكتور مروان الصحية تشبه خالة الصحيفة، فقد بدا واضحا غياب الرؤية والموضوعية والجرأة والمهنية. وقد كان مفاجئا حجم النقد والغضب مما آلت له "القدس" وغيابها عن مشاكل وأمور المدينة اليومية في حين تركيزها على العنصر السياسي وعلى لون واحد من الفرقاء السياسيين.

 أما المؤسسات الرسمية والشعبية والدينية والرياضية فحدث ولا حرج حول السعي الحثيث حول التمويل والدعم في ظل غياب أي عنصر من عناصر القيادة والتشبيك والعمل الوحدوي التضامني، فلا توجد قصص نجاح تذكر، ولا يستطيع المرء أن يقوم بتسمية عشرة قادة مقدسيين نجحوا في تسطير بطولات وتضحيات قد تشكل نبراسا لشباب جدد يبحثون عن بطل قدوة ولا يجدون من حولهم أسماء سوى صلاح الدين في السابق وعبدا لقادر وفيصل الحسيني خلال العقود الأخيرة.

 في غياب القيادات السياسية المؤثرة ينتقل البحث عن قيادات فكرية ومؤسسة ثقافية أو إعلامية، وفي هذا الجو تم فتح ملف صحيفة القدس اليومية والتي لا تزال الصحيفة الأولى في فلسطين دون منازع ودون أن يجهد القائمون عليها بأي جهد يذك وكأنها تعيش على أمجادها السابقة.

  وقد فاجأني أحد الزملاء الإعلاميين في القدس وهو يقول على سمع المجموعة عن نسبة الفساد السياسي ذاكرا أسماء ومبالغ بآلاف الدولارات تدفع شهريا للقائمين على الصحيفة من هذا الديوان وذلك القائد الأمني سابقا وما إلى ذلك من قصص تزعج كل مهني يؤمن بقدسية العمل الصحفي وضرورات بقائه مستقلا ومهنيا يعكس الحقيقة ويدافع عن الحق مهما كلف ودون الانحياز لأكثر القوى دفعا ودعما خفيا.

 
  إن أهم ما تحتاجه القدس المدينة والصحيفة هو دماء جديدة مخلصة ومهنية ومضحية تهتم بالمواطن أولا وأخيرا وتبتعد عن التحزب وجماعات الضغط سيئة الصيت التي تحاول تحيير الأمور لصالحها الشخصي، وهذا نداء صادق فهل من مجيب؟

 

*صحفي ومواطن مقدسي

أضف تعليقك