عمال فلسطينيون سابقون في المستوطنات اليهودية يتحولون للعمل في الضفة الغربية

طمون - أ.ف.ب

يقوم عمال زراعيون فلسطينيون سابقون في مستوطنات يهودية, بزراعة الزهور والفراولة في بيوت ابي درغام الزراعية شمال الضفة الغربية, في ما يشكل بداية طريق لبدائل عن العمل في المستوطنات الاسرائيلية.

وفي تأكيد لتصميمه على فصل الاقتصاد الفلسطيني عن المستوطنات الاسرائيلية, منع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي كلف الاثنين باعادة تشكيل الحكومة, منتجات المستوطنات.

غير ان السلطة الفلسطينية لم تصدر حتى الان حظرا رسميا للعمل في المستوطنات بسبب عدم قدرتها على توفير فرص عمل بديلة لنحو ثلاثين الف فلسطيني يعملون فيها.

ويقول محمد حسين بشارة (ابو درغام) صاحب المرزعة التي تقع في قرية تموم القريبة من مستوطنات شمال نهر الاردن, مزهوا "انه اول مشروع من نوعه في فلسطين".

واضاف ابو درغام الذي اطلق مشروعه في آب ان "رئيس الوزراء طلب ان نتوقف عن الشراء من المستوطنات او العمل فيها".

واوضح "تلقينا عشرة آلاف دولار من الحكومة الهولندية لاطلاق" المشروع الذي يعمل فيه ثلاثون شخصا مشيرا الى انه لم يتلق اي تمويل من السلطة الفلسطينية.

واضاف صاحب المشروع الذي كان يحمل مسبحة في يده "علينا ان نوفر بدائل للعمال (الفلسطينيين). انه مشروع اقتصادي ووطني واجتماعي وسياسي".

واعرب احد العمال بشار المصري (30 عاما) عن ارتياحه لكونه لم يعد مجبرا على النهوض ليلا للوقوف في طابور عند حاجز عسكري يتحكم في الواصلين الى المستوطنات.

ويؤكد العامل ان "ظروف العمل افضل بكثير هنا". وقد امضى سنوات من العمل في مستوطنة روي المجاورة لقاء اجر مساو قيمته 19 دولارا يوميا.

واوضح بشار وهو اب لطفلين "كان يتعين علي الذهاب عند الساعة 03,00 لاكون عند الحاجز في الساعة 05,00 لبدء العمل نحو الساعة 06,30 او 07,00". واضاف "هناك يمكن لجنود الحراسة ان يطلقوا النار او جعلنا ننتظر لساعات".

وبعد 25 عاما امضاها في العمل بستانيا في المستوطنات, منع محمود منصور بني عوده (45 عاما) من العمل فيها منذ 2009 بسبب خلاف مع صاحب العمل. وهو يؤكد "تم طردنا دون ان ننال تعويضات".

ويضيف "كل زملائي السابقين يرغبون في العمل هنا لكن لا توجد فرص عمل كافية للجميع" معتبرا انه تم اختياره بسبب خبرته.

وتابع ان "هناك ثلاثين الف عامل فلسطيني على الاقل في المستوطنات, لا يمكن ايجاد عمل لهم جميعا بين ليلة وضحاها لكن يتعين على السلطة الفلسطينية ان توجد مشاريع مماثلة".

وبحسب وزارة العمل الفلسطينية هناك نحو 32 الف فلسطيني يعملون في المستوطنات اليهودية ثلثهم بدون تصريح عمل اسرائيلي.

وقالت الوزارة لوكالة فرانس برس انها حثتهم على تسجيل اسمائهم لديها لبحث سبل توفير عمل لهم غير انها لم تتلق الا طلبات قليلة.

وفي مزرعة اخرى للبيوت المكيفة مختصة في زراعة الفراولة, اعرب عمران بشارة (20 عاما) الذي تم توظيفه في تشرين الاول, عن ارتياحه لانتهاء وضع هش كان يعانيه في مستوطنتي ميكورا وبيكوت.

وقال "هناك كنت اعمل يوما وابقى بلا عمل يوما".

اما رفيقه جهاد ابو عوده (22 عاما) فكان يزاول اعمالا صغيرة في بيكوت وفي بلدة عربية داخل اسرائيل.

ويروي "للذهاب الى اسرائيل نجتاز الجدار (الفاصل بين اسرائيل والضفة الغربية) ونمضي شهرا هناك تحت خيمة وسط الخوف من ان يتم توقيفنا من الشرطة".

ويؤكد ابو درغام الذي يعتز بانه يساهم في تحسين ظروف عيش عماله, ان اختياره لهذا المشروع لا يخلو من مصلحة اقتصادية.

ويقول "وظفتهم ليس فقط لتوفير بديل عن العمل في المستوطنات (..) بل ايضا لانهم اكتسبوا كفاءة غير متوفرة في الزراعة الفلسطينية".

أضف تعليقك