ما مدى فعالية نساء محافظة المفرق في المجالس المحلية والبلدية؟

ما مدى فعالية نساء محافظة المفرق في المجالس المحلية والبلدية؟

استبشر ناشطون ومهتمون برفع مستوى مشاركة المرأة السياسية في المفرق بعد الانتخابات الاخيرة آب 2018، بعهد جديد بحضور أكثر لنساء المفرق  في المراكز القيادية ، وتأكيد على قدرتهن أداء أدوارهن بفعالية، متناسين أن ذلك يحتاج لوعي مجتمعي لحاجتهن لمساحة أكبر للتعبير والمشاركة في صناعة واتخاذ القرارات.

 

وهو ما أبرز للسطح النقاش حول  ما هو أهم : عدد النساء في المراكز القيادية المجتمع أم قدرتهن على إدارة  النقاشات وبصمتهن في أهم القرارات والإنجازات، في ظل ارتفاع نسبة وصول النساء الى المجالس المحلية والبلدية  في الدورة الانتخابية الاخيرة ، مقارنة مع انتخابات عام 2013.

 

تمكنت النساء في المجالس المحلية من الحصول على 583 مقعدا منها 240 مقعدٍ بالتنافس و 343 مقعد بالكوتا النسائية من مجمل مقاعد المجالس المحلية البالغة 1818 مقعدا وبنسبة بلغت 32% ، وبتوزيع النتائج على المحافظات بناءاً على دراسة نشرتها “منظمة تضامن” في صحيفة الرأي، فقد حصلتْ المفرق على المرتبة الثانية من ناحية أعلى تمثيل نسائي وكان بعدد 85 مقعد ( 37 تنافس مقابل 40 كوتا).

 

كما تمكنت النساء من الفوز ب121 مقعدا بالتنافس في المجالس البلدية و326 مقعد بالكوتا النسائية من مجمل مقاعد المجالس البلدية البالغة 1189 مقعدا، ليصبح العدد الإجمالي لمقاعد النساء 447 مقعدا بنسبة 37.6% بحساب رؤساء البلديات ، وبنسبة 41% بدون حساب رؤساء البلديات .

 

وبتوزيع نتائج المجالس البلدية على المحافظات فإن محافظة المفرق تأتي في المرتبة الثانية من حيث اعلى نسبة تمثيل نسائي، حيث حصلت على 76 مقعدا (21 تنافساً و55 كوتا)،  وما حققته النساء بالوصول لهذه النسب هو نتيجة حتمية للثقة الممنوحة لها ودليل على قدرتها في صناعة القرار عبر هذه المراكز القيادية .

 

كما كان لمحافظة المفرق نصيب ان تكون احدى نسائها المرشحات من السيدات اللاتي فزن بالتنافس وحصلن على اعلى الأصوات في دوائرهن الانتخابية، حيث حصلت السيدة ثريا خلف الخزام على  2610 أصوات الدائرة السابعة بمحافظة المفرق ، والسيدة حمدة إرشيد القصيرين على 530 اصوات في الدائرة الخامسة عشر بمحافظة المفرق .

 

نسبة وصول النساء الى المراكز القيادية لا علاقة لها بمدى فعالية دورهن وإنما ما يتم النظر اليه لقياس هذه الفعالية هو مدى مشاركتها في صناعة واتخاذ القرارات وتنمية المجتمع  بحسب الدكتور جمانة دهامشة رئيسة قسم المرأة بوزارة الشؤون السياسية و البرلمانية ، مشيرة إلى أن للعشائرية دور وتأثير على ما يتم اتخاذه من قرارات واتجاهها في خدمة المجتمع، وكان لها  دور مهم وكبير في وصول غالبية النساء، مشيرة بذات الوقت إلى أن البعض يستغل الكوتا لوصول النساء ولكن يتم توجيههن لخدمة مصالح معينة بعيدة عن الاهتمام بالمصلحة المجتمعية مما يقلل من فعاليتها ، مؤكدة" ان المساحة المتاحة لها في التعبير عن رأيها و اتخاذ القرارات  ما زالت محدودة، وتحتاج لمهارة اتخاذ القرار"

 

ومن خلال عملها شهدت الدهامشة بعض الحالات التي تقوم بها بعض النساء بالرجوع إلى الأهل أو الزوج قبل التوقيع على اي قرار او قبل اتخاذ قرارت معينة، مشيرة إلى ضعف الإعلام ودوره في التأكيد على فعالية النساء " لا يوجد محتوى إعلامي يثبت ويعزز ويوثق انجازات النساء أثناء وجودهن في المراكز القيادية وصناعة القرار، فكان ولا يزال الإعلام يركز على الصورة السلبية في أداء النساء في مراكزهم، ورأت أنه من الواجب العمل والتركيز على المحتوى الإعلامي الذي يشكل صورة نمطية سلبية عن أدوار المرأة .

 

بشكل عام المجالس المحلية لا زالت ضعيفة في الوقت الحالي،  بحسب محمد الزواهرة  ناشط ومختص شبابي الذي يعتقد  يعتقد ان فكرة وان هناك تداخل بين صلاحيات المجلس المحلي والمجلس البلدي وصلاحيات المحافظ،  وهذا التدخل شوه الهدف الحقيقي من وجود المجالس المحلية والبلدية وقد يعكس اثره على مدة فعالية دور النساء في هذه المراكز ، مضيفاً بأن اغلب السيدات اللاتي وصلن للمجالس المحلية والبلدية لم يكنّ يملكن القدرة على العمل المحلي ولا يملكن تمثيلا حقيقيا للمجتمع بتالي اصبحت مجرد تمثيل شكلي فقط، ويقول إن هناك سبب اخر هو عدم  وجود بناء للقدرات بشكل مستمر ومتابعة تطبيقها ونجاحها وليس هناك من يبني ويطور المهارات بشكل مستمر قائلا ً "يعني نجح عنا عشرين بنروح نتباهى فيهم ونقول نجح عنا سيدات بس فعلياً ما عنا حدا يشتغل" .

 

"نعم لها دور ف المرأة استطاعت الوصول الى المجالس المحلية من خلال كسب ثقة المجتمع بها وبادوارها المجتمعية وتحسين الخدمات وتلبية الاحتياجات فهي  حققت إنجازات كثيرة واكتسبت العديد من الفرص التعليميه والتدريبيه ووصلت الى مواقع قيادية عُليا على مستوى المؤسسات وهناك قصص نجاح لعدد كبير من النساء  تثبت قدرتها وفاعليتها على كافة المستويات سيما واذا كان عدد النساء اللواتي حملن حقائب وزاريه في تزايد وعدد عن في مجلس الاعيان ومجلس النواب فهذا يثبت ان هناك دور كبير ومهم تقوم به المرأة في المراكز القيادية ، ولهذا فالمرأة في المجالس البلدية قادره على القيام بادوارها وبفاعلية لان ثقة المجتمع المحلي بها هي السبب الرئيسي لنجاحها ووصولها الى المجلس وذلك لأن المجتمع المحلي على  يقين بقدراتها ودورها ،و لكن هذا لا يعني انها لا تواجه تحديات ومشاكل من قبل المساحات الامنة المتوفرة لها لمشاركتها ومن النظرة التمييزية لها مقابل الرجل فهذه التحديات تعكس وتؤثر على مدى فعاليتها ، هذا ما اكدته دكتورة ميسون الدبوبي الباحثة في قضايا المرأة التي حمل رأيها الايجابية والإيمان بدور النساء رغم التحديات التي تواجها.   "

 

الى الان ما زلنا نتحدث عن نظرة المجتمع للنساء والصور النمطية رغم كل الجهود التي تبذل للنهوض بها وفتح باب المشاركة لها ، ومن خلال لقائنا مع مجموعة من النساء في المجالس المحلية والبلديات اللاتي تحدثن بكل صراحة عن ما يدور وما يحدث اثناء ادائهن ، فكانت الأغلبية تتفق على أنها كانت دائماً ما ترى الأمور من زاوية مختلفة وكانت تساهم في الوصول للقرارات مهمة لكن عندما تصل للمرحلة التالية تتوقف لأنهن يكتفين ويشعرن بأنه هذه المشاركة كانت كافية ،وانهن غير مؤهلات لاتخاذ قرارات مصيرة وغير قادرات على تصور تأثير هذه القرارات .

أضف تعليقك