كم مشروع قاتل الآن؟

كتبت مقالا قبل شهور عن صفحة على الفيسبوك خطيرة اسمها "أردنيون ضد العلمانية - درع".

هي صفحة كراهية بكل معايير الكراهية..ويقف وراءها من لهم نفوذ مجتمعي و سلطوي واضح..من بينهم نائب سيرته كلها كذب وهو معروف بتاريخه بين الصحفيين.

لست بصدد الترويج للعلمانية وقد تم مسخ مفهومها الحقيقي على يد مدعين للعلمانية والليبرالية قبل ان يقوم بمسخ معناها متطرفون إسلاميون.

لكن، هذه الصفحة إرهاب حقيقي..وإقصاء حقيقي..و تحريض إجرامي حقيقي.

طبعا..الأجهزة الأمنية غير معنية بملاحقة الصفحة أو تصنيفها كحالة خطرة، فقط لأن القائمين على الصفحة يتحايلون ببهلوانية رديئة على لعبة "الهاشميين والقرشيين" والولاء والانتماء للملك "الهاشمي القرشي".

كل منشورات الصفحة وإدراجاتها بالمناسبة هي تكفيرية، ولا تستثني أحد من التكفير (الذي عقوبته القتل) بما في ذلك الملك نفسه، ولك أن تتخيل كمية المحكومين بالإعدام والتصفية والإلغاء حسب ما يؤمن به هؤلاء المتطرفون الجهلة.

أنت أمام نظام تعليمي منهار خالي من الوعي والمعرفة الحقيقية..وهذا ينتج كمية وافرة من الغوغاء التي ستنقاد وراء الفكر المتطرف الذي يدعو إليه هؤلاء الدمويون.

أنت أمام إقتصاد منهار..خالي من أي أمل بسبب الفساد، وهو ما سينتج مقهورين يائسين يعيشون البؤس ويبحثون عن حلول خارج منطق يومي يسحقهم، فينقادون وراء هؤلاء المتطرفين.

الحركات التكفيرية الدموية موجودة، وتعرف كيف تلعب على القاعدة..لينهار كل شيء مرة واحدة..

يحدث ذلك كله..ورئيس حكومة الملك، يتحدث عن نهضة، وحكومته تلعب بالوهم.

 

سؤال على الهامش:

يا ترى، هل كان البائس المتطرف قاتل ناهض حتر، أحد المعلقين على تلك الصفحة او ما يشابهها، هل كان عبر هاتفه بحجم راحة اليد، فاعلا في تلك الصفحات التي تغذي الكراهية باسم المقدس؟

كم مشروع قاتل الآن..يحمل جهازا براحة يده وكراهية في قلبه..وفكرة شيطانية يتوهم أنها ستدخله الجنة بلا حساب؟

أضف تعليقك

إعلامي أردني مقيم في بلجيكا، متخصص في شؤون الشرق الأوسط والدراسات التحليلية والرصد الإعلامي. كتب مقالات منتظمة في عدة صحف أردنية وعربية، منها جريدة الرأي الأردنية والدستور، وجريدة القدس العربي. وعمل مراسلا لجريدة الإمارات اليوم، ومحللا سياسيا على قنوات ناطقة بالعربية مثل العربية وفرانس 24 ودوتشه فيلة وسي بي سي أكسترا .