أردنيون يجمعون الكاز للفقراء في مواجهة صقيع الأسعار (شاهد)

%30 من الأسر الفقيرة في الأردن يعتمدون على البطانيات والملابس ليحصلوا على الدفء

خبير: أردنيون يلجأون لحرق الأحذية التالفة بحثا عن التدفئة 

تتلقى جمعية باب الخير في الأردن يوميا عشرات الإتصالات، من أسر محتاجة لا تستطيع شراء مادة الكاز(كيروسين)، هذه الاتصالات تضاعفت خلال الأسابيع الأخير بعد أن رفعت الحكومة أسعار الكاز لأرقام تاريخية (كبيرة 1.21 دولار للتر الواحد، 25 دولارا للتنكة).

 

كانت الجمعية تقدم العون العام الماضي لما يقارب 1000 أسرة محتاجة ضمن حملة أطلقت عليها أسم (كمشة دفا) إلا أن هذا العدد تضاعف الى 2000 حسب ما يقول مدير المشاريع في الجمعية، سعيد الفيضي لـ"عربي21".

 

غالبا ما يستخدم الفقراء في الأردن مادة الكاز للتدفئة لرخص ثمن المدافئ مقارنة مع سعر مدافئ الغاز والكهرباء، إلا أن خيار الكاز لم يعد ضمن حسابات الأسرة الأردنية ومنهم بشير مبيضين المواطن الأردني الذي لا يتجاوز راتبه التقاعدي 300 دينار، يتساءل في حديث لـ"عربي21"، "لماذا لا تشعر الحكومة مع الفقراء أن تذهب أموال الضرائب والمساعدات، يجب تخفيض أسعار الكاز وإزالة الضرائب التي تفرضها الحكومة".

 

تفرض الحكومة الأردنية على المحروقات ضريبة مقطوعة طبقتها في 2019 تصل إلى أكثر من 53% على القيمة الأساسية للمحروقات لجميع الأصناف، ما يفاقم المشكلة لدى الأردنيين الذين تآكلت دخولهم عقب تضخم ضرب الاقتصاد بسبب جائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.

 

تفرض الحكومة ضرائب على البنزين الخالي من الرصاص ٩٠ نسبة على اللتر ١٢١٪ ،البنزين ٩٥ نسبة الضريبة ١٨٢٪، الكاز والسولار نسبة الضريبة ٥٢٪.

 

 

مبادرات مجتعية

 وفي محاولة لمواجهة هذا الإرتفاع الكبير والتضخم، تحاول مبادرات خيرية ومجتمعية تدفئة الفقراء لسد الفراغ الذي تركته القرارات الحكومية برفع أسعار المحروقات.

 

يقول الفيضي "من خلال فريق متطوعين من طلبة المدارس نقوم توزيع الأغطية والكاز والمدفائ في المناطق الشعبية والفقيرة، في الأردن ومخيَّمات اللاجئين الفلسطينيين بعد دراسة مستفيضة للحالات".

 

يتابع "ارتفاع أسعار الكاز مقارنة مع الماضي فاقم العبء على الأسر المحتاجة وعلى الجمعيات التي تقدم العون بعد رفع شريحة الأسر التي تحتاج المساعدة في توفير الكاز للتدفئة والتي تعجز عن مواكبة هذا السعر، أصبحنا نستقبل طلبات للمساعدة بشكل أكبر".

 

ولا يقتصر الأمر على جمعية باب الخير، للعام الثاني تقوم تكية أم علي المتخصصة في مكافحة الجوع بتوزيع مادة الكاز على الأسر المحتاجة المنضوية تحت خدماتها وعددها 20 ألف اسرة.

 

 تقول التكية في تصريح لـ"عربي21"، إن "41% من الأسر المستفيدة من تكية أم علي تستطيع شراء الكاز مرة واحدة فقط شهرياً، بينما لا يمتلك 53% من الأسر المستفيدة من تكية أم علي وسيلة تدفئة في فصل الشتاء".

 

وحسب التكية "92% من الأسر المستفيدة لا يستطيعون شراء المواد اللازمة للتدفئة خلال فصل الشتاء كالكاز و الحطب و الأقمشة وغيرها فيما يعتمد 30% من هذه الأسر على البطانيات والملابس ليحصلوا على الدفء في الشتاء هم وأطفالهم".

 

أطلقت التكية حملة لجمع  التبرعات إلكترونيا لشراء المدافئ ومادة الكاز تحت اسم "حملة دفا -صدقة جارية".

 

رفع آخر قادم للمروقات

 بدوره يحذر الخبير في شؤون الطاقة عامر الشوبكي من رفع جديد قادم للأسعار، وحسب الشوبكي " تقترب الحكومة من اتخاذ قرار خطير نهاية الشهر الحالي برفع أسعار المحروقات، في مواجهة صعبة مع المواطنين وفصل الشتاء".

 

يقول لـ"عربي21"، "بدأ الأردنيون استخدام وسائل التدفئة مما أضاف عبء جديد على الأسر، الارتفاع القادم سيكون الثامن على سعر السولار والارتفاع رقم 16 على مدار سنتين، سيكون موسم شتاء صعب على الأردنيين الذين أصبحوا مرتبكين في انتقاء وسائل التدفئة الأرخص، أصبح الكاز خارج نطاق التدفئة للفقراء".

 

 

يتابع "الغاز الأرخص الآن للتدفئة، في بعض المناطق بات مواطنون حتى من الطبقة المتوسطة يلجأون لأي شيء يمكن حرقه في صوبات الحطب من مواد بلاستيكية و الأحذية التالفة وهذا سيشكل خطرا على الصحة، وسيشكل جورا على الثروة الحرجية والتحطيب".

 

يضيف "حتى لو ثبتت الحكومة أسعار الكاز هذا الشهر، يبقى السعر مرتفعا ولن يكون بمتناول الفقراء، من المتوقع أن ينخفض الإقبال على مادة الكاز هذا الموسم".

 

بدورها قالت وزارة الطاقة الأردنية أن ارتفاع أسعار مادة الكاز محليا جاء بسبب ارتفاع أسعارها عالميا، أما بخصوص تثبيت سعر مادة الكاز الشهر القادم هو من صلاحيات مجلس الوزراء".

 

ويستهلك الأردنيون في مواسم الشتاء  140 مليون لتر من الكاز، لكن نقيب اصحاب محطات المحروقات م.نهار سعيدات، يتوقع أن "ينخفض هذا الاستهلاك الى 60% بسبب ارتفاع الأسعار، ولن يكون الكاز بمتناول الطبقات الأقل دخلا".

 

 

أضف تعليقك