"رحلة ذات لرجل شرقي" لأبو شرار
ظمت المكتبة الوطنية مساء أمس الأول حفل اشهار لرواية رحلة ذات لرجل شرقي للأديبة المحامية سناء أبو شرار, قدم لها الأديب الفنان التشكيلي حسين نشوان.
وقالت أبو شرار إنه حين يتم الحديث عن الرجل الشرقي في الأدب الغربي أو الصحافة الغربية يتم الحديث عنه على أنه رجل عنيف, اناني ومُتحجر, وذلك بسبب بعض الكتابات والبرامج العربية التي تتم ترجمتها للغرب وخصوصاً حين يتم تسليط الضوء على بعض حالات القتل وخاصة قضايا الشرف والإغتصاب التي بمجملها تكون نادرة لكن يتم منحها مساحة واسعة لأنها تدعم هذه الصورة المشوهة.
وأضافت حينما تتحول الصورة الإعلانية إلى ثقافة راسخة حتى داخل المجتمع العربي وتعتقد المرأة بل وتدافع عن الرأي الذي يذم الرجل وتتجاهل الدور الأساسي للرجل كحامٍ ومؤسس لهذا المجتمع فأنني لا أستطيع أن اتخذ موقفاً سلبياً وكأن كل هذه المقالات والروايات والأفلام ليس لها تأثير على المجتمع, بلى, إن لها تأثيراً قوياً ولهذا كان لا بد أن أكتب بهذا الموضوع ولو بشكل متواضع رغم كونه موضوعاً هاماً ويدخل في صميم بناء الأسرة والذات العربية.
وأوضحت أن كتابة هذه الرواية لم تتم بشكل عفوي وتلقائي بل بناءً على دراسات غربية ومعرفة متعمقة حول سيكولوجية الرجل الغربي ومشاعره وافكاره وهو ما يتطابق بنسبة كبيرة مع واقع الرجل العربي في المفهوم الإنساني إنما الإختلاف يكمن في المفاهيم الدينية والثقافية, وذلك بعد مراقبة عميقة لبعض الحالات الموجودة في المجتمع.
وكشفت أنها كتبت هذه الرواية متقمصة طريقة تفكير الرجل ولم تكتبها كإمرأة لأنها أرادت الدخول لعالم أفكاره الدفين, وأنها تطرقت من خلال الرواية لعدة نماذج من الرجال لكن بطل الرواية هو انسان قرر أن يلتزم بالتعاليم الدينية الإسلامية في حياته مهما كانت المؤثرات من حوله وذلك اقتناعاً منه بان القيمة العليا هي للأخلاق مهما تم عكس المفاهيم الأخلاقية والتحايل عليها, مشيرة انها سعت لإظهار الجانب الإيجابي للرجل من خلال التعاليم الدينية التي كلفته بمسؤوليات كبيرة وليس بإمتيازات ترفيهيه كما يعتقد الغرب, فالرجل العربي ليس حراً بقرارته ولا يحيا حياة المتعة التي يتم تصويرها عبر بعض الأفلام والروايات بل هو رجل مسؤول ويحيا حياة شاقة في أغلب الأحيان ويسعى طوال حياته لتأمين احتياجات أسرته.
وفي معرض دفاعها عن الرجل الشرقي قالت أبو شرار, شقيقة الشهيد ماجد أبو شرار, أن ليس كل الرجال وحوش ولا كل النساء ملائكة لذلك فانها تهدي روايتها هذه للمرأة قبل الرجل لتتمكن من فهمه وألا تحاول تغيير طبيعته كي يصلا للتفاهم بل أن تحترم هذه الطبيعة وتفهمها بشكل منطقي لأنها لن ترغب بمخلوق فقد هويته التي فطرهُ الله تعالى عليها بأن يكون الحامي والمُساند.