افتتاح مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان الـ13 في العاصمة عمّان

 

 

تحت شعار "التحولات في حقوق الإنسان"

 

 

 "الكرسي الفارغ" يكرم المخرج الفرنسي الراحل جان لوك غودار

 65 فيلماً روائياً ووثائقياً وتحريكياً من 50 دولة تعرض في المركز الثقافي الملكي

 ندوات تبحث في التحولات في الفنون والمناخ وطريقة الانتاج السينمائي والبث على المنصات

 28 فيلماً تتنافس على جوائز "ريشة كرامة" و"شبكة أنهار لأفلام حقوق الإنسان"

 الموسيقار اللبناني أحمد قعبور يعيد الجمهور إلى زمن الغناء الصادق

 

 انطلقت مساء الخميس في المركز الثقافي الملكي بعمان، فعاليات الدورة الثالثة عشرة من "مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان" تحت عنوان: "التحولات في حقوق الإنسان"، حيث يناقش المهرجان التحولات والانعطافات من حيث الأولويات والأزمات التي طرأت على مسار حقوق الإنسان في العالم، بتنظيم من جمعية المعمل 612 للأفكار، ويستمر حتى الحادي والعشرين من ديسمبر/كانون أول الحالي، بمشاركة 65 فيلماً من 50 دولة عربية وأجنبية.

وانطلقت الفعاليات بافتتاح معرض "ضمير الفن" الذي يلقي نظرة فلسفية على الأسئلة المفتوحة، حول: ما هو الفن؟ ومن هو الفنان؟ وما هو الضمير؟ باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الشاملة والأدوات الفنية للتعلم الذاتي.

وفي حفل الافتتاح الرئيسي، تم الاحتفاء بالذكرى الـ 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي حمل هذا العام شعار: "الكرامة والحرية والعدالة للجميع"، بهدف الدعوة إلى العمل "قوموا ودافعوا عن حقوق الإنسان"، وفي هذا السياق أكدت مديرة "مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان"، المخرجة سوسن دروزة في كلمتها في حفل الافتتاح، أن "الطفرات والتحولات المفاجئة في العالم، وضعت قيمة الحياة البشرية تحت مقاييس 

 

تمييزية وانتقائية". وقالت دروزة: "التحولات الجذرية التي شهدها العالم بأسره إبان جائحة كورونا وبعدها، دفعتنا إلى فقدان التركيز على ما يهم حقاً، وكأن منظومة حقوق الإنسان نفسها باتت عالقة على نقطة تفتيش".

وأشارت دروزة إلى أن موضوع مهرجان هذا العام يهدف إلى تحفيز والدفع نحو مراقبة صادقة لوجهات نظرنا الجماعية والفردية من خلال ثلاثية (التحول - الطفرة - الانعطاف)، على أمل أن ينبثق اختيار مستنير وواعٍ للاتجاه من هذا التفكير.

واحتفى المهرجان بالمخرج الفرنسي الراحل جان لوك غودار، الذي توفي في سبتمبر/ أيلول من هذا العام عن عمر 91 عامًا، كونه أحد رموز أفلام الموجة الفرنسية الجديدة الذي أحدث ثورة في السينما الشعبية بالستينيات ولازالت أفلامه تحدث ضجة لغاية الآن، وإختير لفرادته السينمائية ليكون مكرّم "الكرسي الفارغ" هذه الدورة.

وعرض في حفل الافتتاح فيلم غودار "موسيقانا" (انتاج 2004)، الذي يعكس صور العنف المتمثلة بشكل خاص في صور الاستعمار السابق، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحالي.

وعن المخرج غودار وتكريم "الكرسي الفارغ"، قال المدير الفني للمهرجان، المخرج إيهاب الخطيب في كلمته، إن المخرج الفرنسي عاش وانتصر لسينما الإنسان التي في صميمها مشروع إبداعي ينتمي إلى فلسفة ووجدان حقوق الإنسان. وأضاف الخطيب: "لطالما قارع غودار النمطية في العمل السينمائي وعمل على تغيير السينما نفسها من خلال أدواتها، فهو صاحب سينما القلم وحداثتها، وقاد حركة تحول عظمى في مسار السينما الفرنسية وكان أهم رواد الموجة الجديدة التي غيّرت وجه السينما الفرنسية والعالمية".

وتحدث الخطيب على أن غودار، كان قريباً ومنشغلاً بجغرافيا الإنسان والسياسة والحساسية الثقافية في بلادنا، بدءاً من الجزائر إلى فلسطين مروراً بالأردن ولبنان وغيرها من الدول، وكان من أوائل المناضلين الأمميين الذين ناصروا القضايا العادلة.

 كما عُرض في حفل الافتتاح الفيلم الأردني التحريكي القصير "حديقة حيوان" للمخرج الأردني طارق الريماوي، وتدور أحداثه حول صبي داخل أسوأ حديقة حيوانات في العالم، تتحدث عن مخلفات الحرب وتحمل بين طياتها العديد من المخاطر.

وحل الموسيقار اللبناني الكبير أحمد قعبور، ضيف شرف على حفل الافتتاح وقدم فقرة غنائية من أبرز أعماله الفنية المقدرة.

وتشارك في مهرجان هذا العام، مجموعة منوعة من الإفلام التي ترصد التطورات والتحولات والانعطافات وتغيّر الاولويات والازدواجية في المعايير الحاصلة في حقوق الإنسان حول العالم، حيث ستُعرض الأفلام يومياً 

 

في المركز الثقافي الملكي من الساعة 5 وحتى 9 مساءً، من خلال عروض وجاهيّة مباشرة وبحضور صنّاع هذه الأفلام وضيوف المهرجان.

وتتنافس على "جائزة ريشة كرامة" في هذه الدورة، مجموعة من الأفلام المشاركة: 5 أفلام عن فئة "أفضل فيلم روائي طويل"، و11 فيلم عن فئة "أفضل فيلم روائي قصير"، و 7 أفلام عن فئة "أفضل فيلم وثائقي"، و5 أفلام عن فئة "أفضل فيلم تحريكي".

 

معرض ضمير الفن

ويأتي معرض "ضمير الفن" هذا العام، تحت عنوان "الانعكاس الخوارزمي"، اعتماداً على تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدواته المتاحة، حيث يفتح المعرض الباب أمام المبدعين ممن قد يفتقرون للمهارة، بتجسيد أفكارهم كصور فنية. فيما يتيح المهرجان أمام الفنانين المحترفين فرصة ترجمة خوارزميات الذكاء الاصطناعي لبيانات حقوق الانسان الثلاثين إلى "أعمال فنية".

 

ندوات وفعاليات موازية للمهرجان

وتتميز الدورة الجديدة بعقد ندوات تفاعلية تخصصية غاية في الأهمية لصنّاع الأفلام والصحفيين والشباب، حيث يعطي ملتقى الشباب فرصة لتوفير مساحة خاصة داخل المهرجان للأجيال الشابة، لرفع أصواتهم وأسئلتهم وتصوراتهم عن دورهم داخل المجتمع المحلي والعالمي، وستعقد جلسة مناقشة جماعية بعنوان "حوارات في العصر الجديد للفنون؛ التحول - الانعطاف - الطفرة"، بمشاركة عدد من المفكرين والفنانين وأصحاب المنصات والكتاب والصحفيين ومؤسسي الفضاء الثقافي.

كما يقيم المهرجان ندوة بعنوان "التغير المناخي والاضطرابات المجتمعية"، تتطرق إلى التحولات التي يمر بها عالمنا اليوم، وهي تحولات جذرية وظهور أزمات متفاقمة على المستويين البيئي والمجتمعي، حيث توفر ندوة هذا العام مساحة صادقة لمراقبة وجهات النظر الجماعية والفردية وإلقاء نظرة فاحصة على أوجه الشك التي نتجت في عام 2022. سيجمع الحدث مجموعة من المفكرين, الناشطين والمتمرسين من مختلف التخصصات لمناقشة وتبادل العديد من الأفكار.

فيما تناقش ندوة "لازمنا اجتماع"، في هذه الدورة قضية: "السينما المستقلة وهجرتها الى المنصات الالكترونية" بحضور جميع ضيوف مهرجان كرامة الدوليين من مخرجين ومنتجين ومدراء مهرجانات وممثلين 

 

وممثلات وصحفيين وصحفيات للتداول مع نظرائهم من الفعالين في مجال السينما والانتاج على الساحة الأردنية.

 

حفل موسيقى كرامة

أما على الصعيد الموسيقي، فإن المهرجان يواظب ككل عام على استضافة فرق موسيقية بديلة، تطرح في موضوعاتها قضايا حقوق الإنسان والقيم الإنسانية، كلغة عالمية لمخاطبة الجمهور من خلالها.

في هذه الدورة سيتم عرض أعمال الموسيقيين الشباب المعاصرين والدي جي، الذين شاركوا في إقامة جماعية للموسيقى في ربيع عام 2022، بعنوان: "عندما يلتقي الماضي بالمستقبل" تحت شعار: "إلكترو أردن"، حيث سيتم تسليط الضوء على المقطوعات الأصلية التي أنتجوها، مما يجلب الموسيقى التقليدية الأردنية - بأوسع معانيها - إلى المشهد الموسيقي والفن الدولي المعاصر، بهدف فرصة للاحتفال بالطرق المبتكرة للشباب ليكونوا نشطين في مدينتهم ومجتمعهم.

 

عروض مستمرة 

ويستمر المهرجان بتنظيم برنامج التواصل المجتمعي والعروض الخارجية في المدارس والجامعات في محافظة إربد ومخيم الزعتري في الشمال وتجمعات اللجوء في الرمثا والأزرق، وذلك للوصول إلى جمهور واسع لنشر ثقافة أفلام حقوق الإنسان، وخلال العروض الداخلية في المركز الثقافي الملكي، يعرض فيلم "السجناء الزرق" بحضور مخرجة الفيلم زينة دكاش ووفد من مراكز الاصلاح والتأهيل الأردنية، وسيلي العرض جلسة حوارية للحديث عن الفيلم.

وكما يعرض أيضاً الفيلم التشيكي One Minute for Ever، بحضور وفد من المعهد المروري، وسيلي العرض جلسة مناقشة للحديث عن خطورة حوادث السير، وهو يُعد فيلم وثائقي درامي عالي الجودة، مصنوع بشكل تشويقي ومليء بالمعلومات المفيدة، وتم اختياره بناء على ضرورة التنبيه من أخطار حوادث السير، ضمن الخطة التشاركية والواجب التي تجمع المعهد المروري بجمعية المعمل 612 للأفكار.

ويخصص المهرجان، عرضاً للفيلم الايرلندي "أفلاطون الصغير"، بحضور بطل الفيلم كيفن ماك ايفري ومعالي وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار، في المركز الثقافي الملكي في السادسة من مساء يوم غد الجمعة (16/12)، وسيلي عرض الفيلم نقاش مفتوح بين الحضور وبطل الفيلم، الذي يقدم فكرة تربوية فلسفية وعاطفية مع 

 

طلاب المدرسة، وتم اختيار الفيلم لتقديمه رؤية جديد لمعالجة موضوع العنف المدرسي، وسيعرض الفيلم أيضاً بحضور بطله، في مدرسة الراهبات الوردية وفي جامعة البترا وفي جامعة عمان الأهلية، وفي أماكن لشركاء مع جمعية المعمل 612 للأفكار.

 

 

 

أضف تعليقك