"اللهم سفر"

الزنزانة سبعة ، كانت الزنزانة المفضلة لدي في هذه التجربة... صراحة انشرح صدري لما شفتها "شرحة مرحة"، فيها لمبتين وارتفاع السقف مترين ونصف على الأقل. 

 اللي بعيش في تسعة أكيد رح تعجبه سبعة. 

حيث كانت الزنزانة تسعة عبارة عن مترين ونصف ب متر ونصف "تتسع بالضبط لشخصين" فرشتين متر وسبعين بجانب بعض، حيث يلاصق الباب جسم من يجلس من جهة الباب، يجاورني من الجهة الاخرى المغسلة والمرحاض العربي الذي يقاسمني فراشي، هو تابوت لشخصين لا أكثر ولا أقل.

ارتفاع الزنزانة مترين فيها لمبة (نواسة) في المنتصف لا يتم إطفاؤها بتاتا ، ضوءها مزعج جدا ..

- وبسبب هذا الشيء أصحابي بعرفوا اني بنام على ضوء أو بدون لافرق -

لون الحائط رمادي غامق يفصل بين المغسلة والمرحاض سور طوله متر وخمسين سنتيمتر ولا باب للمرحاض طبعا لذا كان علي أن أقف على الفرشة ان أراد زميلي (الطفل) ان يستعمل المرحاض. 

ملمس الجدار كان  كالكراميل يصب على الصخور ثم يتم تيبيسه هكذا هي اسهل طريقة لوصف ملمسه ..

بم تتصف الزنزانة ؟ جملة واحدة "لا شيء حي" الباب مثل باب الثلاجة عليه عوازل للصوت والحرارة وزنه اكثر من 100 كيلو غليظ كباب خزانة الاموال!

اذا أغلق لا شيء يستطيع الخروج حتى أفكارك وأحلامك تسجن معك هناك !

الرائحة ؟ بتشم أول 3 أيام رائحة منتنة وبعدها بتتعود وبيصيبك زكام وعطاس حتى ترى الشمس بعد فترة التحقيق التي تمتد قانونيا ل مئة وعشرين يوم !!!

أنا قضيت ستة وخمسين.... #ستة_وخمسون_قصاصة  

هي يوميات الرحالة الفلسطيني معتصم عليوي في الإعتقال في سجون الإحتلال ...

تستطيعون أن تتابعوها عبر حسابه الجميل على انستغرام والذي يحمل اسمه، المفارقة أن كل هذا الوصف المؤلم وغيره كثير وطويل ستجدونه مرافقا لصور غاية في الروعة والجمال يلتقطها معتصم أثناء سفره ومشيه في مسارات طبيعية كأنها الجنة.

يختم عليوي كتاباته دائما ب –اللهم سفر- وأشاركه الدعاء 

سبعون يوما وأكثر قضاها الملايين من البشر في بيوتهم بسبب كورونا !

لا مقاربة ولا مقارنة بين أن تكون معتقلا في سجون الاحتلال أو حتى في سجون الرأي في بلدك وبين الجلوس بالبيت، الا أنها فرصة للتفكر بكل هؤلاء المظلمومين الذين يعيشون قهرا وذلا انسانيا يوميا داخل الزنازين ! 

كيف نناصرهم وكيف نكون صوتهم المحبوس

#الحرية_للأسرى_في_سجون_الاحتلال 

#الحرية_لمعتقلي_الرأي_في_سجون_الجلادين 

أضف تعليقك