السواحري: أدب المنفى كان حصيلة نتاج معظم كتاب الخارج من الفلسطينيين

ليس سهلا أن تتحدث عن الأدب الفلسطيني وواقع القصة القصيرة في الأردن وفلسطين، ومدى ملامسة المبدع الفلسطيني للواقع في الداخل أو الخارج أي المنافي والمخيمات؛ بمعزل عن خليل السواحري، رغم كل ما يقال عن انحياز الكاتب الفلسطيني دائما إلى هموم شعبه وعدم عموميته وانفتاحه على الواقع العربي، فهذا الأمر تجده بعيدا عن ثلة من الكتاب ومنهم خليل السواحري.



خليل السواحري من أشهر كتاب القصة القصيرة في الأردن وفلسطين والعالم العربي، حيث ولد في جبل المكبر (عمان الأردن) عام 1940، وتخرج من جامعة دمشق، حاملاً إجازة في الفلسفة عام 1965 وعمل في التربية، وعضو جمعية القصة والرواية.



من مؤلفاته القصصية: ثلاثة أصوات قصص بالاشتراك عمان 1972، مقهى الباشورة- قصص دمشق 1975، ألوان من القصة الأردنية- قصص بالاشتراك- عمان 1972، 17 قصة قصيرة- مجموعة مشتركة- عمان 1967، زمن الاحتلال، قراءات في أدب الأرض المحتلة- اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1979، زائر المساء- قصص- 1990، تحولات سلمان التايه ومكابداته عام1996.





تتناول في قصة "مقهى الباشورة" الواقع الفلسطيني، أحسست أنك تجادل الروح وتبحث عن سؤال المنفى و خلجات العودة، فماذا تحدثنا عنها؟



مقهى الباشورة أول مجموعة قصصية كتبتها، بعد احتلال حزيران مباشرة، خلال الفترة الممتدة ما بين حزيران 1967 وحزيران 1969، حيث تم إبعادي بعد ذلك إلى الضفة الشرقية. هذه المجموعة كُتب عنها الكثير، وهي تتحدث عن ردود فعل مباشرة للاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة الأولى والمبكرة، وقبل أن يبدأ الكفاح المسلح الفلسطيني في داخل المناطق المحتلة. الصحيح أن الثورة الفلسطينية انطلقت في مطلع عام 1965 إلا أن النضال الفلسطيني المسلح بدأ في أوائل 1969 في الأرض المحتلة، وهذه المجموعة ترصد التحولات في مجتمع القرية – القرى المجاورة لمدينة القدس- وفي مجتمع المدينة والتماس بينهما، وتباين وجهات النظر في زمن الاحتلال بين البرجوازية المدنية في مدينة القدس وبين الطبقة الريفية التي تأتي لهذه المدينة للزيارة والابتياع والشراء، أو للجلوس في المقهى إلى آخره.



كتبت في فترة نكسة حزيران. وما حملته من إحباط لدى جيلها، وكانت كتاباتك تمثل التحدي والتشبث بما يخالج الشعب الفلسطيني، من حياة اجتماعية عادية؟



هي أولا تأكيد على الوجود الفلسطيني في المناطق المحتلة، وتأكيد على أن المقاومة تدرجت؛ من توزيع المنشورات كما في قصة مقهى الباشورة وفرج الهمشري، ثم انتهت في القصة القصيرة في القصة الأخيرة من المجموعة "الذي مروا من هنا" وقد كانت بداية العمل المسلح، حيث جاء الفدائيون إلى صاحب المخبز في بيت حنينا وانطلقوا إلى الداخل للقيام بأعمال مقاومة، هي رصدت عملية التحول في المجتمع خلال السنتين الأوليتين، وقد كانت سنتين من الإحباط؛ الإحباط العربي والإحباط الفلسطيني، ذلك يعود إلى أسباب الهزيمة المباشرة، وعدم بروز بديل عربي. صحيح أنها انتهت في معركة الاستنزاف ومعركة الكرامة في 1968، والتي أعادت إلى الروح العربية بعض النبض والأمل في تحرير الأرض، ولكن مع ذلك ظلت فترة الإحباط سائدة حتى طوال فترة بداية السبعينيات، أقول ذلك وأنا على قناعة بأن استمرار جمال عبد الناصر في لاءاته التي جاءت في الخرطوم، وحرب الاستنزاف، وازدهار الثورة الفلسطينية في مختلف المناطق وخاصة في الضفة الشرقية الأردن، كلها أعادت نبض الحياة إلى المجتمع الفلسطيني في الداخل، ونعشت آماله في أن يتم التحرير في فترة قريبة.



الكثير يقول إنك صانع ماهر في إبداع القصة القصيرة، ومن يقرأ مجموعاتك القصصية، يرى تجذرك في كتابتها، خصوصا وأن الكاتب الفلسطيني يحمل عبء وإرث غسان كنفاني؟



أولا غسان كنفاني، إذا وضعناه في مرحلته، فكانت بدايته، بداية تأثير، وكتاباته الأولى في الخمسينيات، وجيل الخمسينيات جيل خرج من جيل الرواد، وإذا لاحظت فإن جيل الرواد معظمه من الفلسطينيين؛ مثل نجاة صدقي، وعارف العزوني، ومحمود سيف الدين الإيراني، هؤلاء الأسماء، هم الذين أسسوا للقصة القصيرة الأردنية، بالإضافة إلى عيسى الناعوري، فارس ملحس، ومعظم هؤلاء استمروا في الأربعينيات والخمسينيات. غسان كنفاني كان من كتاب المنفى الذين برزوا بشدة في أواخر الخمسينيات، عندما أصدر روايته الأولى رجال في الشمس، وهذه الرواية كان لها تأثيرات واسعة على أدب المنفى الفلسطيني، ثم واصل غسان كتاباته، والحقيقة غسان علم من أعلام القصة القصيرة والراوية وحتى الفن التشكيلي الفلسطيني، خلال فترة الخمسينيات والستينيات إلى أن أستشهد في اغتيال بيروت.



السواحري يكتب قرب نار توشك أن تحرقه، ولا مهرب منها، ثمة مخزون من الألم والأسى، ينام ويصحو في الرأس، ولا مفر من إعادة الذكريات، فهي كما الهواء تحيطه من كل جانب ومكان؛ شمالا ورعبا، جنوبا واحتراقا، وكائناته القصصية محكومة بالموت والقتل والكوارث، فهذا عالم بدون رحمة، هكذا يراك النقاد ماذا تقول؟



بعد مرحلة مقهى الباشورة، قال بعض النقاد أنها كانت توازي ما كتبه أميل حبيبي في سداسية الأيام الستة والمتشائل، اعتقد أن هذه الموازنة بين استعمال الأدب الشعبي وتسليط الأضواء على الاحتلال من خلال الأمثال شعبية وغيرها، إلا أن أدب المنفى سرعان ما عاد، يعني أدب مقاومة الاحتلال أثناء وجوده تحت الاحتلال، بعد الخروج تم كتابة زائر المساء. أدب المنفى، عاد كأدب من خلال أدباء المنفى الذين يعيشون خارج الأرض المحتلة، والبقية التي ظلت في الأرض، كانت قليلة، ولولا توفر وسائل النشر، لما كان بإمكانها أن تكتب شيئا، وهنا أقصد مجلة "الجديد" التي كانت تصدر في حيفا، ومجلة "الغد"، وهي مجلات تابعة للحزب الشيوعي في ذلك الحين. أدب المنفى كان حصيلة نتاج معظم كتاب الخارج الفلسطينيين، واستمر هذا الأدب، حتى بداية التسعينيات، حينما بدأت بشائر إمكانية العودة إلى الوطن، ومع بدايات العودة بعد أوسلو، ظهر أدب جديد، هو أدب العودة، وبعض الكتاب يسخر من ذلك ويقول أدب الخيبة، والحقيقة أنه مزيج من العودة والخيبة، ذلك أن الكُتّاب الذين عادوا إلى الوطن، لم يجدوا وطنا كما كانوا يتصوروا في الأحلام، وجدوا أرضا محتلة ومقسمة، وشعب مضطهد واحتلال يجذم، ومستوطنات، ونهب للتراث الفلسطيني، العمراني والثقافي والحضاري الخ، فصدموا بهذه العودة، ومعظم الكتابات التي ظهرت في هذه الفترة، نذكر منها على سبيل المثال؛ كتب "رأيت رام الله" لمريد البرغوثي، "منازل القلب" لفاروق وادي، "وجه آخر للمدينة" لمحمود شقير، "رائحة تمر حنا" لرشاد أبو شاور، إلى آخر هذه الكتب التي صورت العودة، ولكن كانت العودة منقوصة، أنا أتيح لي أنا أصور العودة في مجموعة كاملة، وهي "تحولات سليمان التايه"، وكنت أعني بالإنسان الفلسطيني الذي تاه ما بين المنفى وبين الوطن الذي لم يجده.



انطلاقا من هذه الفكرة، يعتقد بعض النقاد العرب أن الكثير من الأدب الفلسطينيين، يرى أن المبدع الفلسطيني هو حالم، يعطي الشخصية البطولة المطلقة، في حين جاء خليل السواحري واقعيا مجسدا بكافة تفصيلاته؟

المبدع الفلسطيني محاط بظروف، والحلم هو نتيجة الواقع، تضخيمه وتصغيره أو اللعب فيه على مستوى العمل الفني، باعتقادي أن الفلسطيني في المنفى لم يكن أمامه مجال إلا أن يكتب عن الوطن الذي يحلم به والذي صوره له أجداده، خذ تجربتي في "قصة سليمان التايه"، وقصة بحر يافا، وذكرياتي في بحر يافا، قبل الـ48 حين كنت طفلا، عدت ولم أجد بحر يافا، فتنتهي القصة، بجملة جدا مؤثرة، هي ليت يافا وبحر يافا ظلا حلما في الذاكرة، لأني لم أجد تلك المدينة، التي كانت هي المدينة الأولى في فلسطين، مدينة التراث الفني، مدينة عرض الأفلام، مدينة دور السينما والمسارح، وكانت تل أبيب مجرد ضاحية صغيرة شمال يافا. لما ذهبنا إلى يافا في عام 1993 وجدنا أن يافا تحولت إلى حي صغير معزول ومهترئ، داخل نطاق تل أبيب، وكما ابتلعت إسرائيل فلسطين ابتلعت تل أبيب يافا.



في قصة الساحة، يأتي الموت والذبح مجانا كما نقرأها، جاءت تتحدث عن هذا الواقع في العراق وفلسطين والكثير من الدول العربية...هذا ذبح مجاني بامتياز؟



الساحة هي قصة من ضمن المجموعة الأخيرة "مطر آخر الليل"، والواقع العربي والذبح المجاني، بدأ أيضا مع بداية التسعينيات، والبداية كانت في الجزائر دون أدنى سبب، وكانت حصيلته في السنة الأولى حوالي 125 ألف قتيلا؛ ذُبحوا دون أي سبب، ولا أحد يعلم من ذبح من، وكانت الحرب الأهلية في لبنان قد أنهت مهماتها، ويمكن القول أن قصة "الساحة" كانت تصور الواقع العربي منذ بداية التسعينيات، والانتفاضة التي بدأت عام 2000 كانت قد بدأت في الحجارة من مسجد الأقصى، ثم أصبحت عسكرية، وعندها أصبح الفلسطيني مجبرا الرد بالرصاص على القوات الإسرائيلية، والفرق ما بين المستوى التسليحي للفلسطيني وبين أحدث الأسلحة للطرف الإسرائيلي، ذلك كما الهنود الحمر الذين يقاومون الاحتلال الأمريكي، أو حرب الإبادة التي شنتها الشعوب الأنجلوسكسونية ضد الهنود الحمر، الذين يحملون السف والجريد والرمح مقابل مدفعيات، لا يوجد توازن مطلقا نحو التسليح، إضافة إلى أن إسرائيل أرادت أن تمارس حرب إبادة حقيقية في منطقة غزة، ربما لمحاولة الترانسفير للفلسطيني، وكذلك الحرب في العراق، الموت مجاني على الطرقات، وإن كان يوجد مقاومة للاحتلال، إلا أن الكثير من الأبرياء يموتون دون أن يعرفوا لماذا ماتوا، أو دون أي مبرر أخلاقي وإنساني لقتلهم.



وهذا مدعاة للتشائم وينعكس على الكاتب سلبا؟



طبعا، لا يمكن للمبدع الحقيقي أن لا يعيش واقع أمته، وأن يكتب في معزل عن هذه الأحداث، ولذلك أنت تلاحظ أن القتل المجاني في القصة التالية، وهي قصة "الوليمة"، لا ذنب يرتكبه من ذهب إلى الوليمة سوا أنه غير محبوب من الجماعة التي كانت تتناول الوليمة.



قصة "ليلة القبض على إسماعيل"، هل هي مشروع رواية؟



الحقيقة بدأت مشروع رواية، وانتهت مع انتهاء خروجي من الأراضي المحتلة، وهي تجربتي الشخصية في الاعتقال عام 1969، المرة الأولى والثانية ثم السجن والابتعاد عن المسكوبية، وهي تمهد لرواية طويلة، تتناول المنفى وتجربته لكن لسوء الحظ، اكتفيت أن أجعل منها قصة قصيرة. هي عمليا تجربتي الشخصية مضاف عليها بعض الرتوش، فقط لا غير، لا يوجد فيها خيال، ولو أردت أن أكتب تقريرا عن إبعادي لكانت هذه موجز في هذا التقرير المطول، وهي قصة كتبت في آخر الـ1969.



مرحلة الاعتقال في حياة أي كاتب أو إنسان تشهد تغير وانقلاب، كيف يمكنك أن تصف لنا مرحلة اعتقالك؟



نعم قبل اعتقالي كنت أكتب الأشعار والمقالات في مجلات ناصرة وحيفا التي كانت تصدر باللغة العربية، تحت أسم مستعار وهو خالد سعيد، بعد السجن مباشرة، اعتقلت من جديد في 1968 وبقيت أياما، ثم تم الإضراب في المدرسة الرشيدية حيث كنت أُدّرس واضطرت السلطات لإخراجي، وعلق التدريس وقتها لحين خروجي من السجن التأثيرات بعيدة المدى، والذين كتبوا في السجون عربيا وفلسطينيا هم كثر، وخاصة أعمال عبد الرحمن منيف، لا شك أنهم عاشوا فترة السجن، لأنه يستحيل تصور ما في داخل السجن دون الولوج إلى السجن، حتى لو كانت بضعة أيام، وبضعة أيام تعطيك فكرة، عن ما يحدث داخل السجن للسجناء، بالتالي هي تغني تجربة الكاتب الذي يريد أن يكتب تجربة السجون، خذ مثلا فاضل يونس من أهم الكتاب الفلسطينيين، الذي كتبوا عن أدب السجون في الزنزانة رقم 7 وقبلها في الجذور العميقة، والمهم أنه عاشر فترات طويلة في السجون الإسرائيلية، ويمكن كذلك أن يقال عن المتوكل طه كشاعر.



هل يمكن أن نفصل بين الأدب والسياسية؟



من المستحيل الفصل بينهما، أحيانا يتغلب السياسي على الأدبي في كتاب عند أي كاتب ما، وهذا سببه الالتزام الحزبي يفوق حسه الإبداعي، وبالتالي إذا طغى الالتزام الحزبي على الحس الإبداعي؛ يتحول الأدب إلى شعارات، ويخلو من الحياة، لكن معظم الأدباء لحسن الحظ، يدفعون الالتزام الحزبي إلى الصفوف الخلفية في الدماغ ويبدعون، خذ مثلا معين بسيسو كان شيوعيا، ولكن كتابته كانت الشيوعية في الخلف، فهو مبدع وشاعر قبل أن يكون سياسيا، ولكن مع ذلك لا ننكر أنه كاتب مستنير وملتزم بقضايا أمته، عليه أن يكون بعيدا عن السياسية، سواء أكان التزاما حزبيا أو تنظيمي معين في مؤسسات المجتمع المدني، لابد له من التزام ما حتى يكتب أدبا ملتزما، وبالتالي لا بد للأديب أن يكون سياسيا بطريقة أو بأخرى.



كيف وجدت كتاب العراقي ضياء خضير "قمر القدس الحزين" الذي صدر قبل عامين ونيف، بدعم من وزارة الثقافة والمؤسسة العربية ودار الكرمل؟



أنا شاكر للدكتور ضياء خضير على الجهد الكبير الذي بذله في جمع المقالات التي كتُبت عن قصصي في المرحلة السابقة، هذا الكتاب حصيلة جهد عديد من النقاد العراقيين والعرب، وتحديدا العراقيين، لأنهم أكثر المساهمين والدكتور خضير بذل جهدا كبيرا خصوصا وأنه حاول أن يوثق مرحلة مهمة في السبعينيات والثمانينيات، وكيف نظر إلى أعمالي الشخصية وهي "مقهى الباشورة" و"زائر المساء"، وأنا سعيد بهذا الكتاب، وهو على الأقل أرشف لما كتُب عني خلال هذه الفترة، ولو تعلم فإن ما كتب عن "مقهى الباشورة" يزيد سبع أضعاف عن حجم المقال نفسه.



احتفت رابطة الكتاب الأردنيين بك العام الماضي، كيف وجدت هذا التكريم؟



أنا شعرت بالامتنان والتأثر الشديدين لهذا الاحتفاء، لأنه لم يقتصر على بعض الخطابات كما يتم عادة، وإنما تحولت حفلة التكريم إلى حلقة بحث، وأيضا لأنها تناولت الجوانب المختلفة في كتاباتي خلال الأربعين سنة الماضية، فقد تناولتني صحفيا وتجربتي في الصحف الأردنية وخاصة في جريدة "الدستور" وقبلها "المنار" و"فلسطين"، وتجربتي كمحرر أدبي ومحرر لشؤون الأرض المحتلة، وقاصا من خلال مجموعاتي القصصية التي صدرت. روائيا هناك اشتباك في كتاباتي ما بين الرواية والقصة، وخاصة في مجموعة مقهى الباشورة، وفيها أوراق الراوي، وفيها وحدة المكان والشخوص، وبالتالي تشبه الرواية، وهناك صار نوعا من الالتباس، وقد تناول الصديق نزيه أبو نضال كروايات والصديق محمود الريماوي كقصص قصيرة، ثم تناول الصديق محمد عبيد الله تجربتي كناقد، ابتداءً من مطلع الستينيات وحتى هذه اللحظة وأن كنت الآن قد كففت تماما عن كتابة النقد، وألقى أضواء على ما كنت أكتبه في مجلة الأفق الجديد من مراجعات نقدية ثم مجلة أفكار، وفي الملحق الثقافي بصحيفة الدستور، والنقطة الأخيرة في التكريم كانت شهادات الأصدقاء وأنا أعتز بها أيما اعتزاز، وبشهادة الدكتور محمد ناجي العمايرة، وستنشر بملف في مجلة أفكار.



هل ثمة فرق بين المشهدين الثقافيين في الأردن وفلسطين؟



أستطيع أن أجزم وأنا مطمئن، أن الأدب الأردني والفلسطيني توأمان، ولا يمكن بأي حال من الأحوال العزل ما بينهما، سواء على صعيد الكتاب الذي يحملون الجنسية الأردنية والجنسية الفلسطينية، أو على صعيد التناول الموضوعي. أحد النقاد درس أدب شرق الأردنيين، وأكتشف أن تسعين في المائة من معالجات الأدب الأردني تنصرف إلى القضية الفلسطينية، وإذا أضفنا إلى ذلك ما يكتبه الكتاب الفلسطينيون أو أردنيون، هذا واحد، النقطة الثانية بدأت في الآونة الأخيرة محاولات الإعطاء نوع من التميز الأردني ليكون هناك ثمة تناول يتناول الأرض الأردني، بدأت مع زياد القاسم وعبد الرحمن منغو وهاشم غرايبة وسميحة خريس ومحاولات للقاصات الشابات مثل جميلة العمايرة وجواهر رفايعة وسعود قبيلات.



لنتحدث عن الحركة الأدبية حاليا، خصوصا بعد انتهاء تقلد عمان عاصمة للثقافة العربية؟



عمان عاصمة ثقافة عام 2002، كانت طفرة في الكتاب الأردني، وهي مقصودة، وأي عاصمة للثقافة العربية يجب أن يصدر فيها كُتبا لعرب ولغيرهم، ونحن ركزنا كلجنة مسؤولة على الأدب المحلي، وأصدرت العديد من الدواوين الشعرية، والروايات والأعمال القصصية، وكان وقتها ازدهار، وبهذه الفترة ثمة استرخاء للعديد من الكتاب، لكتابة جديدة، وأعتقد أن فترة الازدهار في القصة القصيرة الأردنية بدأت مع الثمانينيات، حين بدأت الأسماء الجديدة تظهر في القصة القصيرة وعالم الشعر، وفي فترة الازدهار الكبرى بالستينيات كانت في الأدب الأردني الفلسطيني، ما قبل حزيران، وهي فترة ظهرت فيها مجلة الأفق الجديد، وظهرت من خلالها أقلام من أهم ما ظهر على الساحة الأدبية الفلسطينية، ومجلة عيسى الناعوري القلم الجديد التي صدرت مطلع الخمسينيات، فالحركة الأدبية الأردنية حقيقة مزدهرة، فيها إبداع بالقصة والتجريد.




أضف تعليقك