فيروز كعلامة فارقة : كتبنا وما كتبنا !

’’حبّذا يا غُروب منكَ هذا السّكون

وارتعاش الغُصون للنسيم الحَنون

للنسيم اللّعوب حبّذا يا غُروب“

كانت هذهِ الكلمات الأُولى الّتي غنّتها ابنةُ الشّروق منفردة وأوّل أغنية سُجّلت لها،  صاحبة صوت العصافير وفنجان قهوة سكون الصباح ، وإفطار الوحدة الجميلة المنبعثة بعد الاستيقاظ من نوم كان فيه ما يكفي من الرؤى والأحلام كي نصحو على هدوء بارد .

نهاد حدّاد الملقّبة بفيروز، وتمت تسميتها هذا الاسم الفنّي لأنّها كانت تذكّر المُلحّن والمسؤول الموسيقي حليم الرومي بالحجر الكريم الثمين والجميل الفيروز .

وقعت فيروز في حبّ الفن والغناء كما أحببناها وأحببنا الصباحات معها في عمر الرابعة عشر بعد أن اكتشف الملحّن والكاتب محمد فليفل – أحد مؤسسي المعهد الوطني للموسيقى في بيروت – وأشرف على تدريبها لمدة خمس سنوات ، ويبدو أن إشراف محمد فليفل هو الذي قادها لتتقن مسار التجويد للآيات القرآنية .

فيروز الّتي نشأت في بيئةٍ فنيّة ارتقت وعملت بجد ليكون صوتها معبر خيوط الشّمس ، دخلت آذاننا بلُطف الضوء ، واستقرّت في القلب كما الهدوء .

ويبدو أن إشراف محمد فليفل هو الذي قادها لتتقن مسار التجويد للآيات القرآنية .

فيروز: صاحبة مرايا الحبّ والعتاب،  صاحبة التنقّلات المزاجية الّتي تعلق في أذهاننا،  الشريك الثاني للقهوة، والطيف الهادئ وصاحبة إرث أكثر من 800 أغنية وصاحبة المراتب الأولى على مستوى الوطن العربي وصاحبة الإطلالة الأهم .

امتزجت أغاني فيروز بإحساسها وواقعها الغنائيّ الجميل وحبّها العظيم لزوجها وعشيقها الّذي أنجبت منه خمسة أولاد – في مقدمتهم الرائع زياد الرحباني، رغم نهاية علاقة الحبّ الّتي تشبه التراجيديا الإغريقية – المؤلمة .

قال لها عاصي مرّة: عديني إنّك ما تروحي لو شو ما صار بيناتنا .

فقالت : رح أوعدك بشي ثاني، رح ضل أرجعلك دايمًا لو شو ما صار بيناتنا .

بعد الانفصال  صانت فيروز الود وما تخّلت عنه، وواظبت على زيارته وهو مريض حتّى توفى، بعد فترةٍ من وفاته، صعدت على المسرح وغنّت”سألوني النّاس“، وعندها وصولها لمقطع”لأوّل مرّة ما بنكون سوا”انهارت بكاءً على المسرح .

ما كان للحبّ جمالٌ ولا غزلٌ لولا فهمها للمعاني الدقيقة فيه وشرح تفاصيل كثيرة لم نعرف كيف نشرحها،  وما كان للصباح أن يكون لطيفًا لولا عذوبة صوتها . 

’’قله عيونه مش فجأة بينتسوا ، وضحكات عيونه ثابتين ما بينقصوا

بالتعاون مع موقع عربي 360.

أضف تعليقك