خبير في إدارة المياه والبيئة يحذر من تفاقم الفاقد المائي وضرورة البدائل الاستراتيجية
تواجه الأردن أزمة مائية متفاقمة منذ سنوات، وصلت خلال الفترة الأخيرة إلى صعوبة تزويد المواطنين بالمياه في بعض المناطق، وفق تصريحات وزارة المياه التي أكدت أن التزويد يكون مرة إلى مرتين أسبوعياً في الحد الأقصى.
وقال الخبير في إدارة المياه والبيئة، الدكتور ذيب عويس، خلال حديثه لبرنامج "طلة صبح "، إن الإجراءات الحكومية الحالية لتقليل الفاقد المائي – والذي انخفض من 45.3% إلى 40.9% – مفيدة على المدى القصير، لكنها لا تكفي لمعالجة المشكلة الجوهرية لندرة المياه في الأردن.
وأوضح عويس أن التحدي الأكبر يكمن في نقص المياه الجديدة، مشيراً إلى أن مشاريع مثل تجديد الشبكات والحصاد المائي ضرورية لكنها مكلفة، وأن معظم مشاريع حصاد المياه لا تغطي سوى جزء محدود من الاحتياجات الفعلية.
وحذر الخبير من الاعتماد الكبير على المياه المستوردة من الدول المجاورة، مشيراً إلى أن المشروع الاستراتيجي للناقل الوطني الذي يشمل تحلية مياه البحر الأحمر تأخر لعقود، مما أدى إلى ارتفاع تكاليفه بشكل كبير.
وأضاف أن التغير المناخي سيزيد من حدة الأزمة، حيث يتوقع انخفاض الأمطار بنسبة 15-25% خلال 25 عاماً القادمة وارتفاع درجات الحرارة، ما سيضاعف الحاجة للمياه. وأكد أن نصف مياه الشرب تأتي حالياً من الحوض الجوفي، الذي يتعرض للاستنزاف بمعدلات مقلقة، محذراً من أن استمرار هذا الاستنزاف سيؤدي إلى فقدان المصادر الجوفية قريباً.
وشدد عويس على أن مواجهة هذه الأزمة تتطلب إعادة النظر في استراتيجيات إدارة المياه على جميع المستويات، بما يشمل الاستخدام الفعال للمياه في القطاعات الزراعية والصناعية والبيئية، وإشراك المواطنين في ترشيد الاستهلاك، مع الإسراع في إنجاز مشاريع المياه الاستراتيجية لتأمين احتياجات البلاد المستقبلية.












































