النائب أبو هنية: الموازنة نهج مالي يتكرر واقتراض لا ينعكس على حياة المواطنين
أكدت النائب المهندسة راكين أبو هنية، عن حزب جبهة العمل الإسلامي، خلال مناقشة مشروع الموازنة العامة لسنة 2026، أن مشروع الموازنة الحالي لا يختلف عن موازنات السنوات الماضية، إذ ما تزال الحكومة تعتمد على الاقتراض لتغطية فوائد الدين والإنفاق الجاري، دون انعكاس حقيقي على الاستثمار أو فرص العمل أو الحد من الفقر والبطالة.
وأشارت إلى أن الدين العام وفوائده يواصلان التهام حصص التنمية في قطاعات أساسية كالصحة والتعليم والنقل.
وأوضحت أن الحكومة، بصفتها صاحبة الولاية العامة، هي المسؤولة أولًا عن خلق الوظائف ورفع الأجور وإعادة هيكلة الرواتب ومعالجة الفقر، بينما يقتصر دور النواب على الرقابة والتشريع والمطالبة بموازنة واقعية وقادرة على معالجة التحديات، لا وفق وعود غير قابلة للتحقق.
موازنة بلا استجابة لمسار التحديث الاقتصادي
وأضافت أبو هنية أن أرقام الموازنة لا تعكس استجابة جدية لمسار التحديث الاقتصادي، موضحة أن الإنفاق الرأسمالي الحقيقي للمشاريع الجديدة لا يتجاوز 144 مليون دينار، وهو مبلغ عاجز عن إحداث أي نقلة تنموية أو توفير فرص عمل مؤثرة. وأشارت إلى أن أي موازنة لا تُظهر تحولًا حقيقيًا في اتجاه المصلحة الوطنية ستظل عاجزة عن الخروج من دائرة الأزمات المرحّلة.
أولويات وطنية يجب أن تتبناها الحكومة
وتطرقت أبو هنية إلى مجموعة من الأولويات التي رأت أن على الحكومة تبنيها، مشددة على ضرورة إعادة النظر في كامل أرقام الموازنة وفرضياتها، والدخول في حوار جاد مع الخبراء لتصويب النهج الاقتصادي ووقف التوسع في الاقتراض غير المنتج. كما دعت إلى تعزيز دور الدبلوماسية الاقتصادية في استقطاب الاستثمارات والمنح والترويج السياحي، إضافة إلى تفعيل دور الأردنيين في الخارج عبر أدوات اقتصادية جاذبة تشجع تحويلاتهم وتربط خبراتهم بالأكاديميا والاقتصاد الوطني.
وأكّدت أهمية تطوير الأنماط الزراعية الملائمة للواقع المائي، وبناء بنية تحتية داعمة للصناعات التحويلية وتدريب المزارعين، إلى جانب ضرورة أن تمتلك كل وزارة عنوانًا واضحًا لأولوياتها يحدد دورها الحقيقي في دعم أهداف الموازنة.
كما تناولت ملف الطاقة باعتباره أحد أبرز الأولويات الوطنية، داعية إلى تسريع إيصال الغاز المستكشف من حقل الريشة إلى المدن الصناعية والمدن الكبرى، وبناء عقود استكشاف عادلة تنعكس آثارها على الموازنات المقبلة، مع دراسة الحلول الاستراتيجية المتعلقة بمديونية شركة الكهرباء الوطنية التي بلغت 6.3 مليار دينار.
صوت دائرة عمان الثانية… تحديات معيشية واضحة
وفيما يخص دائرة عمان الثانية، عرضت أبو هنية أبرز ما ورد في استبيان أعده المواطنين، والذي أظهر تحديات رئيسية تتعلق بازدحام المستشفيات وتأخر المواعيد وتراجع جودة الرعاية الصحية، خصوصًا في قسم النسائية بمستشفى البشير.
كما شمل الاستبيان شكاوى من نقص المدارس واعتماد نظام الفترتين، والتحديات المرتبطة بنظام الثانوية العامة الجديد، وعدم استقرار العملية التعليمية بسبب الاعتماد على معلمي الإضافي، إضافة إلى نقص ساحات اللعب والملاعب وصيانة الموجودة منها، وتدني مستوى النظافة المدرسية بسبب نقص الكوادر.
وأنهت أبو هنية كلمتها بالآية الكريمة: “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين”، مؤكدة أن هذا النهج يمثل مسار الإصلاح الذي يجب أن تسير عليه مؤسسات الدولة. وشدّدت على أن الأردن يستحق موازنة تبني وتوظف وتخفض الاقتراض، لا موازنة تُعمّق الأزمات، داعية لإعادة الموازنة إلى الحكومة إذا لم تُعالج تلك التحديات، وفاءً بالقسم الذي أدّاه النواب أمام الله والوطن والملك.











































