طلاب جامعة كولومبيا يعيدون تسمية قاعة دراسية إلى قاعة هند تكريماً للطفلة الفلسطينية (هند رجب)

اقتحمت شرطة نيويورك حرم جامعة كولومبيا، حيث بدأت بإخلاء مبنى تحصن فيه منذ مساء الإثنين، طلاب مؤيدون للفلسطينيين احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر على قطاع غزة. 

وقال المتحدث باسم شرطة نيويورك إنه تم إلقاء القبض على 100 شخص في جامعة كولومبيا، مشيراً إلى أنه لا إصابات خلال فض اعتصام جامعة كولومبيا، زاعماً أنه لم يتم استخدام الغاز المسيل للدموع، قائلاً: "استخدمنا أجهزة لتشتيت الانتباه".

يأتي هذا في وقت تتواصل فيه المظاهرات والاعتصامات الرافضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في عدد من الجامعات الأميركية. ويطالب الحَراك الطلابي الذي امتد لعشرات الجامعات بوقف الحرب على غزة والمقاطعة الاقتصادية والأكاديمية لإسرائيل.

وشوهدت شاحنة للشرطة مزودة بسلم تقترب من مبنى "هاملتون هول" الذي تحصن داخله عشرات المحتجين. ووقفت الشاحنة بسلمها أمام إحدى نوافذ المبنى ليدخل من هذه النافذة الواحد تلو الآخر عناصر من شرطة مكافحة الشغب.

وقرابة الساعة الواحدة والنصف من فجر الأربعاء، اقتحمت الشرطة حرم الجامعة التي أصبحت مركز الحراك الطالبي المناصر للقضية الفلسطينية والمناهض للحرب التي تخوضها إسرائيل ضد غزة.

وعلى حسابهم في تطبيق إنستغرام، ندد المتظاهرون ب"اقتحام" الشرطة للحرم الجامعي لإخراجهم من "قاعة هاملتون"، التي أطلقوا عليها اسم "قاعة هند" تكريماً لطفلة فلسطينية قضت في الحرب في غزة وهي لم تزل في السادسة من عمرها.

الحكاية تعود إلى فبراير/شباط الماضي، حينما هزّت صرخات الصغيرة الفلسطينية غزة والعالم بأسره.

فذات الـ6 سنوات، خرجت مع عائلة خالها هرباً من القصف، سالكين طريقاً أكدت القوات الإسرائيلية أنه آمن، إلا أنها استهدفتهم فقتلت الخال وزوجته وبعض الأنباء، وبقيت هند مع ابنة خالها ليان ذات الـ14 عاماً، والتي اتصلت بالهلال الأحمر الفلسطيني طالبة المساعدة.

وبينما انطلقت سيارة إسعاف بالتنسيق مع الإسرائيليين، استهدفتهم أيضاً المدفعية الإسرائيلية وقتلت شباب الإنقاذ.

فبقيت الصغيرة التي أجابت على اتصالات الهلال مرة ثانية، وصرخت مناجية تقول: "تعالوا خدوني.. الله يخليك.. رح تيجي؟"، حينما حاصرتها الدبابات الإسرائيلية، ومن حولها تكوّمت 5 جثث في منطقة تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة.

إلا أن جهود الإنقاذ لم تفلح، إثر العثور عليها جثة في السيارة عقب 12 يوما من البحث.

وأوضح الهلال الأحمر حينها أن الجيش الإسرائيلي تعمد استهداف مركبة العائلة ومن ثم سيارة الإسعاف التي خرجت لإنقاذ الطفلة فور وصولها للموقع، حيث عثر عليها على بعد أمتار من المركبة التي فيها الطفلة هند، رغم الحصول على تنسيق مسبق، للسماح بوصولها إلى المكان.

ووثقت الواقعة الأليمة عبر نشر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيلاً صوتياً، يسمع فيه صوت الطفلة ليان وهي تحاول إخبار خدمات الإسعاف بما يدور حولها، وتقول: "عمو قاعدين بطخوا علينا، الدبابة جنبنا، إحنا بالسيارة وجنبنا الدبابة"، وبعد ذلك سمع صوت إطلاق وابل من الرصاص بينما كانت ليان تصرخ، لينقطع الاتصال معها.

أما المحتجون في جامعة كولومبيا فأعلنوا أنهم يعتزمون الاستيلاء على "هاميلتون هول" تكريما لهند وجميع الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الحرب.



وليل الثلاثاء، نشرت وسائل إعلام أميركية، نص الرسالة التي أرسلتها رئيسة جامعة كولومبيا نعمت "مينوش" شفيق، لشرطة نيويورك، والتي طلبت فيها فض اعتصام الطلاب الداعمين للفلسطينيين، وتفكيك الخيام، وإخراجهم من أحد المباني.

ودعت شفيق التي تنحدر من أصول مصرية في الرسالة، الشرطة إلى ضرورة إخلاء قاعة هاملتون التاريخية، التي يسيطر عليها هؤلاء الأشخاص، موضحة أن "المجموعة التي اقتحمت المبنى تضم طلاباً، إلا أنه يقودها أفراد لا ينتمون إلى الجامعة".

وادعت شفيق أنه "بعد أكثر من أسبوع من المناقشات مع ممثلي المجموعة التي تقف وراء اعتصام (ويست لاون)، وصلنا يوم الأحد 28 نيسان/أبريل إلى طريق مسدود. أبلغنا المجموعة بأنه ليس مسموحاً باحتلال المساحات في الحرم الجامعي، وهم ينتهكون قواعد وسياسات الجامعة وعليهم إنهاء الاعتصام".

وأضافت أن جامعة "كولومبيا ملتزمة بالسماح لأعضاء مجتمعنا بالمشاركة في التعبير السياسي وفق القواعد المعمول بها، مع الالتزام باحترام سلامة الجميع. السياسات التي نطبقها في ما يتعلق بالمظاهرات قائمة لدعم الحق في التعبير وسلامة واستمرار عمل جامعتنا".

أضف تعليقك