قبيل رمضان.. تجدد الدعوات لتغيير النمط الاستهلاكي والإنفاق

وسط البلد

قبيل حلول شهر رمضان من كل عام، تتصاعد الدعوات من قبل الجهات الرسمية وخبراء اقتصاديين لإعادة النظر في عادات الناس الاستهلاكية خلال هذا الشهر، نظرا لزيادة بعض الأسر معدل الإنفاق لديها خلال هذه الفترة على ما تنفقه باقي أشهر العام.

ويرجع اقتصاديون ذلك نظرا الاستثنائية هذه الفترة والأنماط الاستهلاكية المختلفة، مثل العزائم وتنوع أصناف الطعام على المائدة وغيرها.

وتشهد الأسواق المحلية منذ أسابيع ارتفاعات غير مسبوقة في بعض أصناف المواد الغذائية كالخضار والفواكه واللحوم،  مما قد يزيد من الضغوط على ميزانية الأسر، ويرفع من حجم إنفاقها. 

ويبلغ معدل إنفاق الأسر الأردنية على الغذاء ما يتراوح بين 35% و50% من دخلها، وكلما انخفض معدل دخل الفرد زاد إنفاقه، وقد يصل إلى 60% على الطعام، وخلال شهر رمضان ترتفع نسبة إنفاق المستهلك على الغذاء الضعف، بحسب تقديرات خبراء اقتصاد.

فيما يبلغ معدل الإنفاق السنوي للأسرة المكونة من 4 أفراد 12.5 ألف دينار  17.6 ألف دولار، أي نحو 1042 دينارا حوالي 1466 دولارا  للشهر الواحد.

 

تراجع الأوضاع الاقتصادية

الاقتصادي والأكاديمي الدكتور قاسم الحموري يرى أنه في بعض المناسبات يتزايد الطلب على السلع، ومن بين هذه المناسبات  شهر رمضان، ومن عادات الأسر الأردنية التحضير له من خلال شراء المواد  الغذائية. 

لكن في ظل الظروف الاستثنائية هذا العام، والتعاطف الكبير مع ما يحدث في قطاع غزة يعتقد الحموري أن شكل رمضان قد يختلف، نظرا للمزاج العام السيء بسبب هذا التعاطف الكبير، بالإضافة إلى تراجع الوضع المادي والاقتصادي للمواطنين، مما أدى إلى ضعف القوة الشرائية.

ويرى أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية تغير العادات الاستهلاكية لدى الأسر رغما عنهم، مما يقلل من الزيارات، وتبادل الهدايا والعزائم، خاصة وأن ما  نسبته  70% من الأسر الأردنية التي تعاني من ضائقة اقتصادية. 

ومن الحلول المقترحة  للحد من الإنفاق الكبير خلال شهر رمضان، يشير  الحموري إلى أهمية وضع قائمة على الثلاجة لتسجيل المواد الغذائية اللازمة فقط، وعدم شراء زيادة، وفي حال وجدت الأسرة زيادة الأكل بعد الإفطار يدل  ذلك على إدارة غير صحيحة للطعام، وفي حال زيادة الأكل بعد الإفطار يدل ذلك على إدارة غير صحيحة للطعام مما يؤدي إلى زيادة المصاريف، بالإضافة إلى توزيع الطعام الزائد على الأسر المحتاجة، وضرورة  عدم التسوق والشعور بالجوع.

 

قيمة الهدر الغذائي 

تقدر منظمة الأغذية والزراعة "فاو" التابعة للأمم المتحدة كميات الطعام التي تهدر في الأردن بحوالي 950 ألف طن سنويا، فيما يكشف تقرير متخصص أصدره مكتب برنامج الأمم المتحدة للبيئة غرب آسيا عام 2021 أن نسبة 34 في المائة من الطعام المقدم على الموائد الأردنية تُهدر، ما يُساهم في زيادة التحديات المرتبطة بفقدان الأغذية.

ويلفت إلى أن "العادات الثقافية المتبعة تترك كميات كبيرة من الطعام على مدى فترات قصيرة، وخلال شهر رمضان تظهر الأبحاث أن بين 25 و50 في المائة من الطعام الذي يعد يُهدر".

للحد من تهافت المستهلكين والذي قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار مع بداية شهر رمضان، ستطلق الجمعية حملة وطنية تحمل عنوان لا تشتري وأنت جائع قبيل شهر رمضان، فبحسب دراسات فإن نسبة نسبة الهدر في المواد التي يشتريها الصائم قبل الإفطار تصل إلى 30 إلى 35%.

ويقول رئيس الجمعية الدكتور محمد عبيدات في بيان لها، إن الحملة تهدف لتوجيه النمط الشرائي والاستهلاكي للمواطنين بعيدا عن الإسراف، ما يقلل من خسائرهم المالية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

ويضيف إن الخطة الرمضانية ستركز كذلك على الرقابة على الأسواق من خلال رصد مؤشر لأسعار السلع التي يستخدمها المواطنون يوميا في الشهر المبارك، ومدى توفرها في الأسواق بكميات كافية، وأسعار معتدلة وجودة عالية، داعيا المواطنين للتأكد من مدى صلاحية السلع للاستخدام والاستهلاك والانتباه إلى صحة أوزانها، مؤكدا أن الجمعية ستواصل تلقي الشكاوى والملاحظات ومتابعتها مع الجهات المعنية.

من جهتها، شددت الحكومة على ضرورة متابعة الجهات المعنية لمواجهة أية ارتفاعات محتملة على أسعار السلع الأساسية والغذائية مشيرة إلى أن المطلوب هو استمرار تدفق السلع بأسعار معقولة وجودة عالية، خاصة مع اقتراب شهر رمضان.

 

أضف تعليقك