عشية رمضان..  توقعات بنشاط الحركة الشرائية رغم ارتفاع الأسعار

مع إعلان أول أيام شهر رمضان غدا الثلاثاء، من المتوقع أن تشهد الأسواق المحلية حركة نشطة للمواطنين، لشراء المواد الغذائية وتأمين احتياجاتهم الضرورية، كما يحدث في كل عام، وسط توقعات بارتفاع الأسعار في الأيام المقبلة، مما يجعل الوضع أكثر تحديا على الأسر، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. 

وتشهد الأسواق ارتفاعات في أسعار بعض السلع الأساسية منذ أسابيع مثل الدجاج والخضار واللحوم، وهذا قد يشكل تحديا إضافيا على الأسر،  مما يجعل الجهود الرقابية التفتيشية على الأسواق أمرا ضروريا لحماية المستهلكين والحد من ارتفاع الأسعار. 

الجمعية الوطنية لحماية المستهلك تعبر عن قلقها من سلسلة الارتفاعات المتزايدة التي طرأت على أسعار بعض أنواع السلع الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها على موائد الأردنيين في شهر رمضان.

وتصف هذا الارتفاع "بالكبير جدا"، حيث ارتفعت أسعار الدجاج الطازج والنتافات بنسبة وصلت إلى أكثر من 20%، وهي مرشحة للارتفاع أكثر مع بداية شهر رمضان، نتيجة لزيادة الطلب عليها.


 

ارتفاعات غير مبررة 

بحسب الجمعية ، بلغ سعر مادة الدجاج وخاصة "النتافات" الذي  كان يباع سعر الكيلوغرام قبل أسبوعين بـ 150 قرشا، وفي القرى والضواحي كان يباع أقل من ذلك، والآن يباع ما بين 175 قرشا إلى 185 قرشا.

أما عن الدجاج الطازج، أنه كان يباع ما بين 175 قرشا و185 قرشا حسب الماركة السلعية، وأصبح يباع الآن ما بين دينارين ودينارين وربع للكيلو غرام.

المستشار الإعلامي لجمعية حماية المستهلك الدكتور حسين العموش يشير إلى تلاعب بعض تجار الدواجن بأسعارهم قبيل رمضان،  حيث يعتبرونه موسما للارتفاعات وهو أمر غير  مبرر، فهناك نقلة كبيرة بالأسعار قبيل رمضان.

يتمثل الارتفاع الكبير في الأسعار، بحسب العموش، في الحاجة المفرطة للمواد الغذائية وزيادة الطلب عليها، مما يؤدي إلى رفع الأسعار على الرغم من توافر كميات فائضة في الأسواق.

وتشير الجمعية إلى ارتفاع أسعار عدة مواد مثل الموز والخيار والبندورة والبطاطا مؤخرا، مما يثير دعوات لتشديد الرقابة على الأسواق مبكرا لتجنب تفاقم الوضع وارتفاع الأسعار في وقت لاحق، وتأثير ذلك على عدد من السلع الأخرى.

رمضان العام مختلف

ممثل قطاع المواد الغذائية في غرفة تجارة الأردن جمال عمرو يرى أن رمضان هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة بشكل كبير، من ناحية ضعف القوة الشرائية وتراجع الاستهلاك، خاصة  فيما يتعلق بالمواد الرمضانية مثل قمر الدين وجوز الهند وبعض أنواع العصائر. 

على الرغم من توافر تنوع ووفرة في المواد الغذائية بأسعار مناسبة في الأسواق المحلية، إلا أن أسعار المواد الطازجة تأثرت سلبا، وارتفعت أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء نتيجة لأزمة البحر الأحمر، بسبب أسعار الشحن الجوي أعلى بكثير من الشحن البحري، بحسب عمرو

وأجرت غرفة تجارة الأردن دراسة لأسعار عدة من مواد تموينية في الأسواق المحلية، وكشفت عن تراجع أسعار الزيت النباتي بنحو 40%، واستقرارا بأسعار بعض السلع كالأرز والسكر والبقوليات رغم ركود الأسواق وانخفاض قيمة السلة الشرائية، كما شهدت أسعار الدجاج الطازج وبعض أصناف الخضار ارتفاعا بسبب الطلب الكبير. 

ويشير عمرو إلى أن المواد الأساسية التي يستهلكها المواطنون من الأرز والسكر والمعلبات والبقوليات تبرز خلال شهر رمضان، حيث تتزايد حركة توزيع الطرود الغذائية من قبل الشركات وبعض العائلات على الأسر المحتاجة، وتوجهها إلى الهيئات الخيرية لصالح أهالي قطاع غزة.


 

تشديد الرقابة في رمضان

هذا وبدأت وزارة الصناعة والتجارة والتموين أخيرا تنفيذ خطة رقابية متكاملة على الأسواق لضمان توفر جميع السلع الأساسية والغذائية والحفاظ على استقرار وتوازن أسعارها تزامنا مع اقتراب شهر رمضان وفق المتحدث الرسمي بالوزارة ينال البرماوي.

ويشير الى أن "جهود الرقابة على الأسواق مستمرة بشكل يومي طوال العام غير أن الوزارة تعد خطة رقابية مكثفة على الأسواق خلال شهر رمضان الذي يشهد عادة ارتفاعا في معدلات الاستهلاك والطلب على السلع الغذائية والأساسية". 

ويضيف أن الوزارة على تواصل مستمر وتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة والقطاع الخاص من المنتجين والمستوردين من خلال الاجتماعات التي يجري عقدها في إطار الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان .

وتبدأ المرحلة الأولى من الخطة الرمضانية حتى النصف الأول من الشهر وسيتم خلالها تكثيف الرقابة على محال بيع الخضار والفواكه والتشديد على وضع الأسعار على جميع أنواعها، والتقيد بالبيع حسب الأسعار المعلنة، ومتابعة الكميات في السوق المركزي.

أضف تعليقك