شهر رمضان: تراجع الاهتمام بالثقافة وتفضيل الاحتياجات الترفيهية

غاب هذا العام معرض الكتاب الذي نظمه اتحاد الناشرين الأردنيين لأول مرة العام الماضي خلال شهر رمضان، بهدف تعزيز عادة القراءة، وإبراز أهميتها خلال هذا الشهر،  إلى جانب دعم دور النشر الأردنية، والمنتجين الثقافيين من خلال عرض إصدارات متنوعة من الكتب بأسعار تشجيعية.

إلا أن هذه المحاولة الأولى لإقامة المعرض خلال رمضان، لم تكن ناجحة كما كان متوقعا، حيث كان الاهتمام من قبل الجمهور ضعيفا، ولم يغط تكاليف إقامة المعرض، مما أدى إلى مواجهة تحديات عديدة.

يشير رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين جبر أبو فارس، في حديثه لـ "عمان نت" إلى أن هناك عوامل عديدة أثرت على  عدم تكرار هذه التجربة وإقامة المعرض، منها دخول رمضان في فصل الشتاء، وتراجع الظروف الاقتصادية، وتعاطف المواطنون مع أحداث غزة.

ويضيف أبو فارس أن الاتحاد قام باستبدال هذه الفعالية  في تنظيم معارض خلال فصل الصيف في عدة مناطق في المنطقة،  تفاديا للتحديات التي واجهت إقامة المعرض خلال شهر رمضان.

في شهر رمضان، يظهر تراجع ملحوظ في مستوى الاهتمام بالثقافة والتعليم واكتساب المعرفة بين الأفراد، نظرا لتراجع اختلاف عادات الأفراد في فهم ثقافتهم خلال شهر رمضان، وتنوع القنوات الفضائية المتاحة التي تقدم محتوى متنوعا خلال هذا الشهر، مما يؤثر على الطقوس والعادات الرمضانية التقليدية. 

الكاتبة ومديرة دار الدحنون للنشر، رانيا الجعبري، ترجع ذلك إلى  تغير نمط الحياة والأنشطة اليومية، على الرغم من أن شهر رمضان يمكن ان يمنح الأشخاص وقتا للتثقيف، إلا أن الاهتمام يتجه نحو الأمور الترفيهية ووجبات الافطار والعزائم، الثقافة الترفيه أصبحت تتفوق على الثقافة في شهر رمضان، رغم أنه يوجد وقت قصير للعمل أو الدراسة في هذا الشهر، مما يشكل فرصة للاهتمام بالشؤون الثقافية.

وتقترح الجعبري بعض الطرق لتحقيق القراءة خلال شهر رمضان، مثل تخصيص نصف ساعة فقط من الوقت للقراءة بدلا من ساعة كاملة، والتغلب على الخمول الذي قد ينتج عن الصيام عن طريق القراءة بعد الإفطار.


 

الأردن الخامس دوليا في القراءة

دراسة صادرة عن نتائج مؤشر القراءة العربي، تقدر معّدل القراءة الرقمية الكتب الاكترونية وما ينشر على الإنترنت  بنحو 27 ساعة سنويا، وأن معدل القراءة الورقية في الأردن بـ 22 ساعة سنويا.

وتوضح النتائج أن متوسط عدد الكتب المقروءة سنويا في الأردن يبلغ 50 ساعة، فيما يسجل متوسط عدد الكتب المقروءة بنحو 21 كتابا، فيما توزعت قراءة الأردنيين على 8 كتب بلغة أجنبية و15 كتابا باللغة العربية، و13 كتابا خارج نطاق الدراسة أو العمل و8 كتب لها صلة بالدراسة أو العمل. 

 وتبين ذات الدراسة إلى أن 36 % من الأطفال يقرأون بشكل يومي، بينما 38% من الاسر الاردنية تعطي القراءة مكانة مهمة في البيت، و5% يفضلون الهدية أن تكون كتابا و 33 % يخصصون وقتا للقراءة، فيما يبلغ متوسط عدد الكتب في المنازل الاردنية بنحو 25 كتابا، مشيرة إلى تصدر لبنان الدول العربية في القراءة، تلتها مصر، المغرب، الامارات، وخامسا الاردن.


 

تغيرت الاهتمامات

بالمقارنة مع الأعوام الماضية خلال شهر رمضان،  حيث كانت هناك قناتين تلفزيونيتين فقط قبل انتشار الفضائيات بشكل واسع، وكانتا تبثان المسلسلات التاريخية التي كانت تعزز الوعي التاريخي والثقافي للجمهور، نظرا لمتابعتهم مسلسلا واحدا دون تشتت.

وتعتبر  الجعبري أن تنوع القنوات الفضائية خلال شهر رمضان ساهم بشكل كبير في تغيير طقوس وعادات الأفراد بسبب الخيارات المتنوعة، مما جعل كل فرد  له توجها خاصا فيما يرغب بمتابعته.

وتشير إلى أن تعزيز الثقافة والوعي التاريخي هما مسؤولية مشتركة بين الإعلام المحلي والمواطنين، لتعزيز الوعي بهذا الشهر ودور الثقافة من خلال الترفيه والتعليم بطريقة مدروسة، مشيرة إلى أهمية تطوير الإعلام الوطني والتلفزيون الرسمي المحلي ليتناسب مع التغييرات في المجتمع، من خلال اعتماد استراتيجيات جديدة تلبي رغبات واحتياجات المجتمع، خاصة في شهر رمضان.

من أبرز المسلسلات التاريخية الدينية والتثقيفية، التي قدمتها الدراما العربية وكانت تعرض على شاشة التلفزيون الأردني خلال شهر رمضان مسلسل العبابيد، مسلسل صلاح الدين الأيوبي، مسلسل الزير سالم، مسلسل المرابطون والأندلس.

أضف تعليقك